مقال

نفحات إيمانية ومع مسيلمة بن ثمامة ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع مسيلمة بن ثمامة ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع مسيلمة بن ثمامة، وفى رواية قال صلى الله عليه وسلم” والعاقب الذي ليس بعده نبي” وقوله صلى الله عليه وسلم” يحشر الناس على قدمي” وفي رواية” على عقبي” أي يحشرون على أثري وزمان نبوتي ورسالتي، وليس بعدي نبى، وقيل أي يتبعوننى، وفى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى بن أبي طالب” أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى” إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وقد أجمع المسلمون على ذلك، فمن ادعى النبوة فهو كافر مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الكذابين فقال.

 

” لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله” متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” في أمتى كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدى” رواه احمد، فإن الفكر ضرورى وأساسى في حياة الناس وهو يرسم لنا خريطة العمل لكنه للأسف لا يستطيع أن يقاوم عنفوان الشهوة، وجاذبية الشهوة فلا يستطيع أن يقاومهم، إذا كيف سنقاوم هذا التيار الشهوانى الذى نتعرض له اليوم ويأتينا من كل حد وصوب، فأن التيار الشهوانى لا يقابل إلا بتيار روحى لأن الناس يجدون متعة في الشهوة، والصالحون يجدون متعة حين يرتقون روحيا وهى متعة عالية جدا، فهى أعلى من متعة الشهوة.

 

لأنها أبقى من متعة الشهوة فإذا أردنا أن نخفف من تيار الشهوات الذى يجتاحنا يجب أن نخفف من هجمته علينا، فيصعب أن نقضى عليه ولكن إذا أردنا أن نخفف من هجمته علينا فالطريق لهذا هو أن ننشأ تيارا روحيا، ولكت كيف ننشئ هذا التيار الروحي فإنه ليس هناك وسائل كثيرة لإنشاء هذا التيار وليس له طرق متعددة سوى طريق واحد هذا الطريق هو زيادة التعبد لله عز وجل، والانتعاش الروحى هو الارتقاء الروحى، والتيار الروحى، هو الإيمان، فإن كل هذه المعاني تدل فى النهاية على شيء متقارب هو أشبه بشجرة هذه الشجرة لا تنتعش لا تعيش لا تنمو لا تكبر إلا إذا سقيناها ماؤها الذى تحتاجه هذا الماء هو التعبد فكلما أكثر المسلم وزاد في عبادته لله تبارك وتعالى .

 

وجد أن حياته الروحية بدأت تتألق وبدأت تتوهج وبدأت تنبنى شيئا وراء شيء لكن هناك تحذير لا بد منه القضايا الروحية بطبيعتها أنها شديدة الجاذبية وكثيرا ما جذبت أشخاصا من المسلمين ومن المتدينين جذبتهم عن الطريق الشرعى الصحيح وصاروا بظنهم يتعبدون ويتقربون إلى الله تعالى بأشياء لم يشرعها الله تبارك وتعالى ولا أذن بها ولا شرعها نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها السلف وهو يعنى فى حقيقة الأمر أنها بدع يعبدون الله تعالى عن طريق بدعيات أنشأوها من عند أنفسهم ظنا منهم أنها تقربهم إلى الله تعالى لكن طريق القرب إلى الله تعالى لا ينبغي أن يكون أبدا إلا طريقا فقهيا مشروعا، فإن التعبد يعنى أن هناك شيء يقال عنه الأناقة الروحية.

 

أو إن شئت أن تسميه الرفاهية الروحية، حيث لا يشعر بها المسلم إلا إذا تجاوز مرحلة الواجب حين نؤدى الواجبات الشرعية علينا، وإذا زدنا على مقدار الواجب يعنى الذى يستيقظ يوميا قبل الفجر بنصف ساعة أو بساعة هو يفعل شيئا فوق الواجب ولذلك هو يشعر برفاهية روحية عالية، وكذلك الذى يلزم نفسه بقراءة جزء من القرآن فى كل يوم، والذي يلزم نفسه بصدقة زائدة عن الزكاة، والذى يلزم نفسه بزيارات لأصدقائه لأرحامه ويعنى ذلك أن طرق التعبد المشروعة لدينا واضحة ومعروفة، فإذا تجاوز المسلم حد الواجب في التعبد فإنه تبدأ حياته الروحية بالانتعاش ويبدأ يشعر بالرفاهية الروحية وهذا هو الطريق الوحيد الذى نستطيع من خلاله أن ننعش أو ننشئ تيارا روحيا جديدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى