مقال

نفحات إيمانية ومع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الطاغوت فى الشريعة الإسلامية، والطاغوت دون شك هو كافر، فالطواغيت الذي تحدّث عنهم القرآن الكريم هم رأس الكفر، وأولهم إبليس رأس الكفر ورأس الطواغيت، وكذلك من يعبدون من غير الله وهم راضون بذلك، ومن يدّعون معرفتهم بالغيب فهم يكفرون بالله ويجعلون من أنفسهم شركاء له والعياذ بالله فهم من الطواغيت، ومن يحكمون بغير ما أنزل الله من أحكام في كتابه وفي سنة نبيه، والطاغوت هو مشتق من الطغيان، والطغيان هو مجاوزة الحد، ومنه قول الحق سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم ” إنا لما طغى الماء حملناكم فى الجارية ” وهذا يعني لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارية يعني السفينة.

 

وهذا هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، وكما قال عنه ابن القيم ررحمه الله، فالطاغوت هو الطاغي المعتدي أو كثير الطغيان، وكل رأس في الضلال يصرف عن طريق الخير، و يطلق أيضا على الشيطان، والكاهن، والساحر، وكل ما عبد من دون الله من الجن والإنس والأصنام، وبيت الصنم، والطاغوت يطلق على المذكر والمؤنث على حد سواء ويستوي فيه الواحد وغيره، وكل من عبد من دون الله وهو راض وهكذا الأصنام تسمى طواغيت والأشجار والأحجار المعبودة تسمى طواغيت أما الأولياء والأنبياء والملائكة فليسوا طواغيت لكن الطاغوت هو الذي دعا إلى عبادتهم، والطاغوت هو الذي دعا إلى الشرك بالله وعبادتهم.

 

من الشياطين، شياطين الإنس أو الجن هم طواغيت، أما الأولياء المؤمنون يبرؤون إلى الله منهم ما يرضون أن يعبدون من دون الله وهكذا الأنبياء وهكذا الملائكة وهكذا الجن المؤمنون ما يرضوا فالطاغوت الذي يدعو إلى عبادة غير الله أو يرضى بها وأشباهه فالبراءة من ذلك معناها البراءة من عبادة غير الله واعتقاد بطلانه هي أن تبرأ من عبادة غير الله سبحانه وتعالى وأن تعتقد بطلان ذلك وأن العبادة الحق لله سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم في سورة الحج ” بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير” والإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت، والكفر معناها البراءة منه واعتقاد بطلانه.

 

وعلى المسلم أن يتبرأ من عبادة غير الله تعالى، من عبادة الأوثان والأصنام والجن والحاكم الجائر والمبدل لشرع الله تعالى ومن لم يحكم بشرع الله ومدعي الغيب ومن يعبد من دون االله، فعليه أن يتبرأ منها ويعتقد بطلانها ويؤمن أن المعبود بحق هو الله وحده سبحانه وتعالى، فمن لم يؤمن بهذا فليس بمسلم لا بد أن يؤمن بأن الله مستحق للعبادة وأن عبادة الطواغيت وعبادة الجن، وعبادة الأصنام، وعبادة الحاكم الجأر والمبدل لشرع الله ومن لم يحكم بشرع الله ومدعي الغيب ومن يعبد من دون االله كل هذا باطل لا بد أن يتبرأ منها، ويعلم جيدا أن الرشد هو دين الرسول صلى الله عليه وسلم، والغي هو دين أبي جهل.

 

والعروة الوثقى هى شهادة أن لا إله إلا الله، وهي متضمنة للنفي والإثبات، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له، فهكذا فإن معنى الطاغوت المعبود من دون الله تعالى، يعني أن يتبرأ من عبادة غير الله، وهى عبادة الأوثان والأصنام والجن فيتبرأ منها ويعتقد بطلانها، ويؤمن بأن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له، فمن لم يؤمن بهذا فليس بمسلم، فلا بد أن يؤمن بأن الله هو المستحق للعبادة، وأن عبادة الطواغيت عبادة الجن عبادة الأصنام عبادة من دعا إلى عبادة نفسه كل هذا باطل، لا بد أن يتبرأ منها، والطواغيت هى كل من عبد من دون الله وهو راضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى