مقال

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، وأرسلا إلى حذيفة وعكرمة وعرفجة، فقدموا عليهما، وكاتبوا رؤساء من لقيط وارفضوا عنه، ثم التقوا على دبا، فاقتتلوا قتالا شديدا، واستعلى لقيط، ورأى المسلمون الخلل، ورأى المشركون الظفر، فبينما هم كذلك جاءت المسلمين موادهم العظمى من بني ناجية، وعليهم الخريت بن راشد ومن عبد القيس وعليهم سيحان بن وصحان، وغيرهم، فقوى الله المسلمين، فولى المشركون الأدبار، فقتل منهم في المعركة عشرة آلاف، وركبوهم حتى أثخنوا فيهم، وسبوا الذرارى وقسموا الأموال، وبعثوا بالخمس إلى أبى بكر مع عرفجة، وأقام حذيفة بعمان يسكن الناس، وأما مهرة فإن عكرمة بن أبى جهل سار إليهم.

لما فرغ من عمان ومعه من استنصر من ناجية وعبد القيس وراسب وسعد، فاقتحم عليهم بلادهم، فوافق بها جمعين من مهرة، أحدهما مع سخريت، رجل منهم، والثاني مع المصبح، وهو أحد بني محارب، ومعظم الناس معه، وكانا مختلفين، فكاتب عكرمة سخريتا، فأجابه وأسلم، وكاتب المصبح يدعوه فلم يجب، فقاتله قتالا شديدا، فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم، وركبهم المسلمون فقتلوا من شاءوا منهم، وأصابوا ما شاءوا من الغنائم، وبعث الأخماس إلى أبي بكر مع سخريت، وازداد عكرمة وجنده قوة بالظهر والمتاع، وأقام عكرمة حتى اجتمع الناس على الذي يحب، وبايعوا على الإسلام، وذو التاج لقيط بن مالك الأزدى هو أحد زعماء الأزد فى عُمان.

والأزد هى قبيلة عربية من كبرى قبائل العرب وهى تنتمى إلى نابت، وموطنهم الأصلى هو غرب شبه الجزيرة العربية، وقد قسمهم بعض المؤرخين من حيث المساكن إلى أربعة أقسام، أزد شنوءة وأزد السراة و‌أزد غسان وأزد عمان، وتفرع من الأزد قبائل كثيرة زادت على ست وعشرين قبيلة كبيرة، وقد ادعى لقيط بن مالك النبوة بعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في زمن الخليفة الراشد أبو بكر الصديق الذي جرّد له حملات استطاعت القضاء على حركته وقتله خلال حروب الردة، وبعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ادعى لقيط النبوة في عُمان وتبعه بعض أهلها، وتغلب على جيفر وعبد ابنى الجلندى عُمال المسلمين على أهل عُمان، ففرا منه.

وجيفر بن الجلندى سيد بني زهران من الأزد، وفى زمن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان جيفر وأخوه عبد سيدا قومهما فى عُمان، وقد أسلم هو وأخوه على يدى عمرو بن العاص لما بعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى عُمان لدعوة أهلها إلى الإسلام، ولم يقدما على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يرياه، وقد أرسل جيفر إلى الخليفة أبي بكر الصديق ليخبره بردة أهل عمان وتنبؤ لقيط، فبعث أبو بكر الصديق رضى الله عنه إليهم بحملتين بقيادة حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة، كما أمر عكرمة بن أبي جهل أن يلحق بهما بحملته بعد أن فشل في قتاله مع مسيلمة الكذاب متنبئ اليمامة، وحين علم ذو التاج بمقدم المسلمين، تحرك بجيشه إلى دبا.

بينما عسكر ابنا الجلندى فى صُحار ولحق بهم بعوث المسلمين، وقد دارت معركة بين الفريقين كادت تنتهي بهزيمة المسلمين لولا وصول مدد من بنى عبد القيس وناجية في الوقت المناسب، وقتل المسلمون من عدوهم نحو عشرة آلاف من بينهم ذو التاج، وغنموا الكثير في تلك المعركة، وأما عن حذيفة بن محصن القلعانى أو الغلفانى البارقي، فهو من أصحاب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بعثه صلى الله عليه وسلم، إلى اهل عمان مصدقا له وواليا عليهم، فهو قائد عسكرى شهد الفتوحات الإسلامية فشهد القادسية وفتوحات الفرس وكان من المفاوضين الذين بعثهم القائد سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد الفرس، وقد أمَّره أبو بكر الصديق في حرب أهل الردة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى