مقال

نفحات إيمانية ومع الحاكم العادل كالب بن يوفنا ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع الحاكم العادل كالب بن يوفنا ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء السادس مع الحاكم العادل كالب بن يوفنا، وأما سبط بنيامين فكان في قسمهم بلد اليونانيين في أرضهم وأخذوا منهم الخراج واختلطوا بهم وعبدوا آلهتهم فسلط الله عليهم ملك الجزيرة واسمه كوشان شقنائم ومعناه أظلم الظالمين ويقال انه ملك الارمن في الجزيرة ودمشق وملك حوران وصيدا وحران ويقال والبحرين ويقال انه من أروم، وقال الطبري أنه من نسل لوط فاستعبد بنى اسرائيل ثمان سنين بعد وفاة كالب بن يوفنا ثم ولى الحكم فيهم عثينئال ابن أخيه قناز ابن يوفنا فحاربهم كوشان هذا وأزال ملكته عن بنى اسرائيل ثم حاربه فقتله وكان له بعد ذلك حروب سائر أيامه مع بنى مؤاب، وبنى عمون أسباط لوط ومع العماليق.

 

إلى أن هلك لاربعين سنة من دولته ثم عبد بنو اسرائيل الاوثان من بعده فسلط الله عليهم ملك بنى مؤاب واسمه عغلون فاستعبدهم ثمانى عشرة سنة ثم قام بتدبيرهم ايهوذ بن كارا من سبط أفرايم وقال ابن حزم من بنيامين، وإنه كان من أنبياء بني إسرائيل بعد نبى الله موسى عليه السلام ثم نتبعهم بذكر داود وسليمان عليهما السلام، حيث قال ابن جرير في تاريخه أنه لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين وأمور السالفين من أمتنا وغيرهم أن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع كان هو كالب بن يوفنا، ويعني أنه أحد أصحاب موسى عليه السلام، وهو زوج أخته مريم، وهو أحد الرجلين اللذين ممن يخافون الله وهما يوشع وكالب.

 

وهما القائلان لبني إسرائيل حين نكلوا عن الجهاد كما جاء فى سوة المائدة “أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين” وقال ابن جرير ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائيل حزقيل بن بوذي، وهو الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وفى قصة نبى الله حزقيل عليه السلام قال الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون” وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع خلف في بني إسرائيل.

 

حزقيل بن بوذي وهو ابن العجوز، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه، وأنها كانت قرية يقال لها داوردان وقيل واسط ، وقع بها الطاعون، فخرج عامة أهلها، وبقيت طائفة، فهلك أكثر الباقين وبقي منهم بقية في المرض والبلاء فلما ارتفع الطاعون رجع الذين هربوا سالمين فقال من بقى من المرضى هؤلاء أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا لنجونا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض لا وباء فيها، فوقع الطاعون من قابل، فهرب عامة أهلها وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا واديا أفيح فلما نزلوا المكان الذين يبتغون فيه النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي، وآخر من أعلاه أن موتوا فماتوا جميعا وبليت أجسامهم، فمر بهم نبي يقال له حزقيل بن يوذي.

 

وهو ثالث خلفاء بني إسرائيل، بعد نبى الله موسى عليه والسلام وذلك أن القيم بعد موسى بأمر بني إسرائيل يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا، ثم حزقيل، وكان يقال له ابن العجوز لأنه أمه كانت عجوزا، فسألت الله الولد بعدما كبرت، وعقمت فوهبه الله لها، ولما مات نبى الله موسى خلف بعده في بني إسرائيل يوشع بن نون يقيم فيهم التوراة وأمر الله، حتى قبضه الله، ثم خلف فيهم كالب بن يوفنا حتى قبضه الله ثم حزقيل حتى قبضه الله، وهكذا فإن كالب بن يوفنا هو اسم عبري بمعني كلب وهو اسم سبط يهوذا، وإن كالب بن يوفنا هو الشخص الذي قيل عنه ست مرات في الكلمة إنه “اتبع الرب تماما” وكان واحدا من الجواسيس الاثني عشر.

 

 

الذين أرسلهم موسى نبى الله من قادش برنيع، في برية فاران، ليستكشفوا أرض كنعان وبينما أشاع عشرة من الجواسيس “مذمة الأرض” ومما أصاب الشعب بالإحباط عندما سمعوا أن “الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جدا، فإن كالب ويشوع شجعا الشعب قائلين إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها “والرب معنا” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى