مقال

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 4″

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع مشروعية وأحكام صلاة الجمعة، ومما ورد أيضا في فضل التبكير إلى صلاة الجمعة حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجه ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة ليستمعوا الذكر ” متفق عليه، وفي رواية أخرى يكمل الحديث صلى الله عليه وسلم ويقول ” فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر ”

 

ففي هذا الحديث والذي قبله الترغيب في التبكير لحضور صلاة الجمعة لما يترتب على التبكير من تحصيل مكان في الصف الأول، والحصول على فضيلة انتظار الصلاة وحصول الاشتغال بذكر الله بصلاة النافلة والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء ومن أهمها قراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف فعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ” رواه النسائي والبيهقي والحاكم، وفى رواية أخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ” وهذه الفضائل تفوت كلها على المتأخر.

 

ومع الأسف في هذا الزمان قل الاهتمام بالتبكير لحضور صلاة الجمعة، فالكثير لا يأتون إليها إلا عند دخول الإمام أو عند الإقامة، ويحرمون أنفسهم من هذه الأمور العظيمة والفضائل المتعددة التي منها الدعاء كما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال ” فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه ” وفي رواية أخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدد وقتها ” هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة “رواه مسلم وأبى داود، ويجب على الحاضرين الإنصات والاستماع للخطبة، ويحرم الكلام وقت إلقائها وقد ورد النهي عن ذلك، فعن أبي هريرة رضى الله عنه.

 

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا تكلمت يوم الجمعة فقد لغوت وألغيت ” يعني والإمام يخطب، رواه ابن خزيمة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت ” رواه البخارى ومسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حديث علي ” ومن قال يوم الجمعة لصاحبه أنصت فقد لغا ومن لغا فليس له في جمعته شيء ” رواه الطبرانى، وفي هذه الأحاديث دلالة على تحريم الكلام والإمام يخطب وفيه دليل على إباحة الكلام بين الخطبتين لأن المنع هو حال خطبة الإمام، وفيه دلالة على تحريم تسكيت المتكلم أثناء الخطبة فلو رأى أحد رجلا يتكلم أثناء الخطبة.

 

فلا يجوز له تسكيته بالكلام فلو قال له اسمع الخطبة أو أنصت، فقد لغى حيث أتى بكلام في حال هو مأمور فيها بالإنصات والاستماع مع أن ذلك في الأصل أمر بمعروف ونهي عن منكر مما يدل على أن غير ذلك من الكلام ممنوع من باب أولى حال الخطبة وإذا كان لابد من تسكيت المتكلم فليكن بالإشارة فهي أخف وأبعد عن الإنشغال بالكلام والمحاورة ومعنى قول فقد لغوت، أي حرمت من الأجر ومعنى، ليس في جمعته شيء، أي لا ينال أجر الجمعة وليس معناه أن جمعته لا تصح بل صارت جمعته ظهرا كما صح عند ابن خزيمة ” ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا ” وأجر الجمعة كما هو معلوم أكثر من أجر بقية الصلوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى