مقال

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 6″

مشروعية وأحكام صلاة الجمعة ” جزء 6″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع مشروعية وأحكام صلاة الجمعة، ومما يؤكد ذلك تخصيصها عن سائر العبادات بأن الأمر بها لم ينزل به الملك، وإنما شُرف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكرم بالعروج إلى السماء السابعة، ليتلقى الأمر بها مباشرة من رب السماوات والأرض، فالصلاة هى أعظم العبادات، وقد ثنى الله عز وجل، بها بعد توحيده سبحانه، وجعلها من أهم أسباب وعده ووعيده، وأمر بها الرسل جميع عباده، فكانت من دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام، وأول الوصايا للمسيح عيسى بن مريم عليهم السلام، وسبب للثناء على الذبيح إسماعيل عليه السلام، وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال فى فضل يوم الجمعه.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ” رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة، ولهذا يستحب أن يكثر المسلم من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، في ليلة الجمعة وفي يومها، فالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هى تجارة رابحة لتجار الحسنات فأين الراغبون في ربح تلك التجارة، فيالها من تجارة رابحة فبكل صلاة منك على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تحصل على عشر صلوات من قيوم السموات والأرض، ومن أراد أن يكون أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

يوم القيامة فليكثر من الصلاة والسلام عليه، ويجب علينا أن نعلم أن هناك أحكاما فقهية لصلاة الجمعة ومنها، أن من أدرك منها ركعة مع الإمام أتمها جمعة أي يأتي بركعة واحدة أخرى وإن أدرك أقل من ركعة بأن جاء ودخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية، فإنه يتمها ظهرا لقوله صلى الله عليه وسلم ” من أدرك ركعة من الجمعة فقد أدرك الصلاة ” وأيضا من أحكام صلاة الجمعة أنها لا راتبة لها قبلها، ولكن من دخل المسجد لصلاة الجمعة وكان مبكرا فإنه يصلي من النوافل ما تيسر له إلى أن يدخل الإمام للخطبة، وكان الصحابة الكرام رضي الله عنهم إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين يدخلون ما تيسر.

 

وأما سنة الجمعة الراتبة فبعدها أي بعد الصلاة لا قبل الصلاة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا صلى أحدكم الجمعة دخل إلى منزله فصلى ركعتين ” رواه مسلم، وهذه هى سنتها، فمن صلى راتبة الجمعة في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في بيته صلاها ركعتين، وأيضا من الأحكام أنه يحرم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني وما ذاك إلا لأنه يفوت الواجب ويشغل عنه فدل ذلك على أن كل أمرٍ وإن كان مباحا في الأصل إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب فإنه لا يجوز فعله في تلك الحال، كالبيع كما وضحنا، وبالذات بعد الأذان الثاني من يوم الجمعه، وخطبة الإمام فإن من الملاحظ أن بعض الباعة الذين يبيعون خارج المسجد أنهم يبيعون في هذا الوقت.

 

المنهي عن البيع فيه فبيعهم هذا حرام ويأثمون لذلك فلينتبهوا لهذا الحكم وليحرصوا على دخول المسجد وسماع الخطبة لأن الله تعالى، ذم من لم يحضرها وانشغل بتجارته وينبغي للعبد أن يقبل على طاعة الله عز وجل، وقت دواعي النفس لحضور اللهو والتجارات والشهوات، ويجب علينا أن نعلم جميعا أن ليوم الجمعة مكانة عظيمه، خاصة في الإسلام، فهو أفضل الأيام، ولمكانة هذا اليوم وعظم شأنه، أن اختاره الله عز وجل، يوما لخير أمة أخرجت للناس، ولأعظم الأنبياء والرسل مقاما، ومن الدلائل على عظم مكانة يوم الجمعة أن سميت سورة من سور القرآن الكريم باسمه، وهي سورة الجمعة، ولأن اجتماع المسلمين ووحدتهم من أهم المقاصد التي راعاها الإسلام، في طبيعة العلاقة بين المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى