مقال

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع يوشع بن نون عليه السلام، وقد كانت الغنائم محرمة على الأمم قبلنا، فكانت تجمع كلها في نهاية المعركة في مكان واحد، ثم تنزل نار من السماء، فتأكلها جميعا، وهي علامة قبول الله لتلك الغنائم، فإن غل أحد منها شيئا لم تأكلها النار، فجمعت الغنائم وجاءت النار فلم تأكل منها شيئا، فعرف هذا النبي أن هنالك غلولا وأخبر جيشه بذلك، ثم أمر بأن يبايعه من كل قبيلة رجل، فلصقت يده بيد رجل من القبيلة التي فيها الغلول، فعرف أن الغالين هم من هذه القبيلة، وطلب أن يبايعه كل فرد من أفرادها على حدة، فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة وكانوا هم أصحاب الغلول، فأمرهم بإحضار ما أخذوه فجاءوا بقطعة كبيرة من الذهب على شكل رأس بقرة، فلما وضعت مع الغنائم جاءت النار فأكلتها، وقد من الله عز وجل على هذه الأمة.

 

فأحل لها الغنائم التي كانت محرمة على من قبلها من الأمم وستر عنها أمر الغلول، وفضيحة عدم القبول، وهو من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه هو النبى يوشع بن نون، والنبى يوشع بن نون، وقد عايش النبي يوشع بن نون عليه السلام نبى الله موسى عليه السلام، حيث وُجدا في الحقبة الزمنية ذاتها، وكانا صاحبين في طلب العلم، حيث كان نبى الله موسى عليه السلام يعلمه ويُعده ويربيه ففاز بصحبته، وفي أحد الأيام قام نبى الله موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فسأله أحدهم من أعلم الناس؟ فقال أنا، فعاتبه الله عز وجل على جوابه هذا وأمره بالذهاب مع النبي يوشع بن نون إلى أحد عباد الله الصالحين في مجمع البحرين، وقد ذكرت هذه القصة بالتفصيل في القرآن الكريم لتكون عبرة للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وحتى يتعلموا منها ويستفيدوا من أحداثها في حياتهم، وكان لهذه الرحلة الأثر الكبير على على النبي يوشع بن نون عليه السلام وعلى نبي الله موسى عليه السلام إذ استفادا من الدروس العظيمة التي قدمتها لهما تلك الرحلة، فقال الله تعالى في كتابه الكريم كما جاء فى سورة الكهف” وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا” وقد بدأت الرحلة بأمر الله تعالى أن يخرج ويأخذ معه حوتا حتى يصل إلى مكان يُفقد فيه ذلك الحوت حيث سيكون ذلك الرجل الصالح في ذات المكان الذي سيفقد فيه الحوت، فعندما بلغا الصخرة غلبهما النعاس، فناما وخرج الحوت من مكانه وعاد إلى البحر، وعندما استيقظا تابع نبى الله موسى مع فتاه الرحلة في البحر ونسيا تفقد أمر الحوت.

 

وبعد أن نال منهما الجوع والتعب تفقدا الحوت فلم يجداهُ فظنا بأنهما نسيا الحوت عند الصخرة، وعادا إليها فوجدا العبد الصالح عندها، وقد أخبر الرجل الصالح نبى الله موسى عليه السلام بأنه لن يطيق معه صبرا وأن سيلقى في هذه الرحلة ما يدفعه إلى الالحاح في السؤال لمعرفة الأسباب وراء ما سيحدث، فأخبره عليه السلام بأنه سيكون صابرا إن شاء الله، وبدأت الرحلة حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ووضع في هذا الخرق وتدا، وهنا غضب نبى الله موسى عليه السلام، وأنكر على العبد الصالح فعلته، فأخبره بأنه قال بأنه لن يطيق صبرا معه، وعندما وصلوا إلى البر وجدوا مجموعة من الفتيان فقام العبد الصالح بقتل أحدهم، فأنكر نبى الله موسى عليه السلام على العبد الصالح فعلته، فذكره بأنه قال له بأنه لن يطيق صبرا معه.

 

وقال له أيضا بأنه في المرة الثالثة سيكون فراق بينهما إن أنكر عليه أمرا آخر، وبعد ذلك مضيا في رحلتها، فوجد العبد الصالح جدارا يريد أن ينهار فعمل على إقامته من جديد ولم يتخذ أجرا على ذلك، وهنا أنكرنبى الله موسى عليه السلام على العبد الصالح فعلته للمرة الثالثة، وهنا أخبره العبد الصالح بأن هذا فراق بينهما وأنه سيخبره عن سبب كل ما فعله في الرحلة التي كان النبي يوشع بن نون شاهدا عليها، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة غصبا فأحدث فيها ثقبا كي تبقى لأصحابها، وأما الغلام فقد كان كافرا، وخشي أن يُعذب والديه بفعائله، وأما الجدار فقد كان تحته كنز لطفلين يتيمين فجاءه الأمر ببنائه حتى يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما بأمر الله، وهنا علم نبى الله موسى عليه السلام بأن أمر الله ماض في الخلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى