مقال

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 3″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع يوشع بن نون عليه السلام، وهنا علم نبى الله موسى عليه السلام بأن أمر الله ماض في الخلق، وأن أقداره لا يعلم أثرها سواه، وأن الدروس المستفادة من قصة النبي يوشع بن نون ونبى الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح أن الإنسان يجب أن يكون صبورا على العلم، وأن لا يستبق الأحداث، وأن لا يدعي الكمال في العلم مهما وصلت درجته العلمية في أي تخصص كان، فالحياة مدرسة للتعلم وقد يتعلم الإنسان من الصغار أو الكبار أو من أي موقف من المواقف التي يعايشها في حياته، وأن الله سبحانه وتعالى أرحم الناس بعباده، وأنه قد يُخفي عن عباده أقدارا ستجلب لهم الخير فيما بعد، وعلى مدار التاريخ الدينى ومنذ زمن النبى موسى عليه السلام وإلى الآن خلق ذكر شخصية يوشع بن نون، جدلا كبيرا، لما يصحب سيرة هذا الشخص.

 

من اختلافات وتباين كبير حول هويته وكينونته، فهو نبى كريم ذكر فى القرآن الكريم ومناضل من أجل الرب فى التوراة، لكن التاريخ يتوقف كثيرا أمام الجرائم الكبرى التى ارتكبها باسم الرب والجهاد غير المقدس، وإن الثابت أمامنا من حسب الروايات الدينية أن يوشع نبى من أنبياء الله تعالى، وقد جاء من مصر مع بنى إسرائيل إلى بيت المقدس، بعد وفاة النبى الكريم موسى بن عمران عليه السلام، ويوشع بن نون أو يشوع فى المسيحية يقال إنه نبى من أنبياء الله الكرام، وهو شخصية ذكرت فى العهد القديم فى سفر يشوع، ويعتقد أنه عاش بين القرنين الثالث عشر والثانى عشر قبل الميلاد، واسمه يشوع بن نون من قبيلة إفرايم بن يوسف بن يعقوب، وكان قائد بنى إسرائيل بعد موت نبى الله موسى عليه السلام، وذكر يوشع بن نون فى التوراة.

 

على أن نبى الله موسى عليه السلام قد عينه بأمر الرب ليخلفه فى شعب إسرائيل، ويوشع بن نون عليه السلام هو نبي من أنبياء الله الكرام وهو من سلالة الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد كان قائد بني إسرائيل بعد موت نبى الله موسى عليه السلام، فهو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد اتفق أهل الكتاب على نبوته، كما قال شيخ الإسلام ابن كثير رحمه الله، وإن الأنبياء معصومون من الوقوع في الرذائل التي تقدح في شرفهم ومكانتهم باتفاق المسلمين، فمن العجب أن يسأل مسلم عن قصة بديهية البطلان، لا يرتاب ذو عقل سوي في أنها من الكذب والبهتان والتحريف المفضوح، فقال ابن حزم في كتابه “الفصل في الملل والأهواء والنحل” نذكر إن شاء الله تعالى ما في الكتب المذكورة.

 

من الكذب الذي لا يشك كل ذي مسكة تمييز في أنه كذب على الله تعالى وعلى الملائكة عليهم السلام وعلى الأنبياء عليهم السلام إلى أخبار أوردوها لا يخفى الكذب فيها على أحد، كما لا يخفى ضوء النهار على ذي بصر، ثم قال في جملة ما ذكر من الدلائل على تحريف تلك الكتب متناقض ما فيها، وتالله ما رأيت أمة تقر بالنبوة وتنسب إلى الأنبياء ما ينسبه هؤلاء الكفرة، فتارة ينسبون إلى الخليل إبراهيم عليه السلام أنه تزوج إلى أخته فولدت له إسحق عليهما السلام، ثم ينسبون إلى يعقوب أنه تزوج امرأة فدست إليه أخرى ليست امرأته فولدت له أولادا منهم انتسل موسى وهارون وسليمان وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، ثم ينسبون إلى روبان بن يعقوب أنه زنى بربيبته زوج النبي أبيه وأم أخويه، ثم ينسبون إلى نبيه يعقوب عليه السلام أنه فسق بها كرها وافتضها غلبة.

 

ثم ينسبون إلى يهوذا زناه بامرأة ولديه، فحبلت وولدت من الزنا ولدا منه انتسل داود وسليمان عليهما السلام، ثم ينسبون إلى يوشع بن نون أنه تزوج رحب الزانية المشهورة الموقفة نفسها للزنا للجميع في مدينة أريحا، ونبى الله يوشع بن نون بن أفرانيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، قد ذكر المؤرخون أن الله تعالى فتح على يديه بيت المقدس، وقد خصه الله بكرامة لم ينلها غيره، وهي حبس الشمس له، وقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس” وقال ابن كثير في البداية والنهاية، ولما استقرت يد بني إسرائيل على القدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى