مقال

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع يوشع بن نون عليه السلام، ثم إنهم أحاطوا بها يوما وضربوا بالقرون يعنى الأبواق، وكبروا تكبيرة رجل واحد، فتفسخ سورها وسقط وجبة واحدة، فدخلوها وأخذوا ما وجدوا فيها من الغنائم، وقتلوا اثنى عشر ألفا من الرجال والنساء، وحاربوا ملوكا كثيرة ويقال إن يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكا من ملوك الشام، ولعل قول ابن كثير يتطابق مع ما ورد أن فتى موسى أحد أنبياء بني إسرائيل فيما بعد، وأشهر قادتهم ورموزهم التاريخية؛ وهو الذي تولى مقام النبوة بعد موت نبى الله موسى عليه السلام، وقد جاء خبره في السنة النبوية الشريفة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس” رواه الإمام أحمد، وقد زعم بعضهم أن موسى عليه السلام.

 

هو الذى خرج بهم من التيه، ودخل بهم الأرض المقدسة، وهذا خلاف ما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين، ومما يدل على ذلك قوله لما اختار الموت، رب أدننى إلى الأرض المقدسة رمية حجر، ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك، لكن لما كان مع قومه بالتيه، فكان لما توفى نبي الله موسى عليه السلام بعث الله تعالى يوشع بن نون عليه السلام، نبيا إلى بني إسرائيل، وأمره الله تعالى بالمسير إلى مدينة أريحا وهي مدينة الجبارين، وكذلك اختلف العلماء في فتحِ أريحا على يد من كان، فقال ابن عباس رضي الله عنه إن موسى وهارون ماتا في التيه، وأنه ومات أيضا كل من دخله وقد جاوز العشرين سنة إلا يوشع بن نون وكالب بن يوفنا، فلما انقضت أربعون سنة أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون وأمره بالمسير إلى أريحا وفتحها.

 

وبهذا قال قتادة والسدي وعكرمة، وقال آخرون إن نبى الله موسى عليه السلام عاش حتى خرج من التيه، وقد سار نبى الله موسى عليه السلام، بعد ذلك إلى مدينة الجبارين ومعه يوشع بن نون ففتحها، وكذلك قال إبن إسحاق، وقال أيضا أنه قد سار نبى الله موسى بن عمران إلى أرض كنعان لقتال الجبارين، فقدم يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وهو صهره على أخته مريم بنت عمران، فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعور وهو من ولد نبى الله لوط، فقالوا له إن موسى قد جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم، فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة، وامتنع عن الدعاء عليهم إلى أن خدعته زوجته مرارا وصار كلما حاول أن يدعو عليهم ينصرف لسانه للدعاء لهم وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب الدعاء عليهم.

 

ثم إن نبى الله موسى عليه السلام، قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل ففتحها وقتل الجبارين الذين كانوا فيها وبقيت منهم قلة، وبعد أن بقيت قلة من الجبارين في أريحا وقد قاربت الشمس أن تغرب خشي نبى الله يوشع عليه السلام أن يدركه الليل فيعجز عن قتلهم، فدعا الله أن يحبس عليهم الشمس، فتقبل الله عز وجل دعائه ففعل وحبسها حتى قتلهم جميعا، ودخل موسى فأقام فيها ما شاء الله أن يقيم ثم قبضه الله إليه، وقد ذكر المؤرخون أن الله فتح على يديه أيضا بيت المقدس، وبعد أن استقر بنو إسرائيل في بيت المقدس استمروا فيها وفيهم يوشع بن نون يحكم بينهم بالتوراة حتى قبضه الله تعالى، ولقد قدمنا ما ثبت فى الصحيح من رواية أبى بن كعب رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم من أنه يوشع بن نون.

 

وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب، فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد نبى الله موسى عليه السلام إلا يوشع بن نون، لأنه مصرح به فى التوراة، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم من ربهم، وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين، عن محمد بن إسحاق، من أن النبوة حولت من نبى الله موسى، إلى يوشع في آخر عمر نبى الله موسى، فكان نبى الله موسى يلقي يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهى، حتى قال له يا كليم الله، إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك حتى تخبرني أنت، ابتداء من تلقاء نفسك، فعند ذلك كره نبى الله موسى الحياة وأحب الموت، وقد دخل بني إسرائيل إلى أرض فلسطين لأول مرة بعد خروجهم من فترة التية، على يد نبي الله يوشع بن نون، الذي يعد أول من فتح بيت المقدس، ويوشع بن نون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى