مقال

نفحات إيمانية ومع أول أنبياء الله عز وجل “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع أول أنبياء الله عز وجل “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكل الجزء الثانى مع أول أنبياء الله عز وجل، ويعتبر النبي سام بن نوح من أهم الانبياء بديانة الصابئة المندائيين، وتذكر عنه نصوص كثيرة بمخطوطات وكتب هذه الديانة الموحدة، وأما عن أبناؤه، فهم أرفخشذ، إرم، آشور، عيلام، لاوذ، وأما عن الأديان الإبراهيمية وتسمى في الوطن العربي بالأديان السماوية أو الشرائع السماوية التي تعتبر بأنها الأديان التي انبثقت مما عرف عند الأكاديميين بالتقاليد الإبراهيمية نسبة إلى نبى الله إبراهيم، عليه السلام، وأما عن المندائية أو الديانة الصابئية أو ديانة الصابئة المندائيون وهي ديانة إبراهيمية موحدة يؤمن أتباعها بأنها أول وأقدم الديانات والشرائع السماوية، وأتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، وشيث.

 

وإدريس، ونوح، وسام بن نوح، ويحيى بن زكريا عليهم جميعا الصلاة والسلام، وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق، وكما أن هناك تواجد للصابئة في الأحواز بإيران، وتدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقا، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى عندهم هو الحي العظيم، والحي الأزلي، والمزكي، والمهيمن، والرحيم، والغفور، وتقول المندائية أن الله الحي العظيم انبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة التي تمجده وتسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين الصابئي.

 

وقد أمر الله تعالى، آدم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعده، ويؤمن الصابئة بأن شريعتهم الصابئة الموحدة تتميز بعنصري العمومية والشمول، فيما يختص ويتعلق بأحكامها الشرعية المتنوعة، والتي يرون أنها عالجت جميع جوانب وجود الإنسان،على أرض الزوال، ودخلت مفاهيمها في كل تفاصيل حياة الإنسان، ورسمت لهذا الإنسان نهجه ومنهجيته فيها، وعندهم إن الإنسان الصابئي المؤمن التقي يدرك تماما، أن القـوة الغيبيه هي التي تحدد سلوكه وتصرفاته، وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر صبا، والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان.

 

وأما عن كلمة مندائي فهي آتية من جذر الكلمة الآرامي المندائي مندا، وهو بمعنى المعرفة أو العلم، وبالتالي تعني المندائي العارف أو العالم بوجود الخالق الأوحد، وفي حين يرجع اللغويون العرب كلمة الصابئة إلى جذر الفعل العربي صبأ، المهموز، وتعني خرج وغير حالته، وصار خلاف حاد حول اصل الكلمة أهو عربي من صبأ أم آرامي صبأ وممكن أن تعطي معنى كلمة الصابئي أيضا، أي الذي خرج من دين الضلالة واتحد بدين الحق، فمن الممكن جدا أن هذه الكلمة كانت تعبر عن فترة من التاريخ عندما كان الناس يتركون أى يصبأون، ديانتهم الوثنية، ويدخلون الدين المندائي الموحد، أو الذين دعوا بالاحناف، وبما أن المندائيين ولغتهم ليسوا عربا.

 

فقد أخذ العرب هذه التسمية، وذلك لتكون صفة مميزة لهم وخاصة قبل الإسلام، وأضف إلى ذلك ان هذه التسمية قديمة ولها أصولها في اللغة العربية، وكما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباعه دعوا بالصابئة، عندما جهروا بدعوتهم لأول مرة في مكة ودعوا إلى الإله الواحد الأحد، فدعاهم مشركي مكة بالصابئة، وترتكز الديانة الصابئية على خمسة أركان أساسية هي التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد، والصباغة والتطهر، والوضوء والصلاة، الصوم، الصدقة والزكاة، والتوحيد بالحي الأزلي، هو الشهادة والتوحيد، وهي الاعتراف بخالق الكون، واحد أحد، لاشريك لأحد بسلطانه، وكما حارب الدين الصابئي الشرك وأيضا ليس له أب يكبره سنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى