مقال

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 3″

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع نبى الله حزقيل علية السلام، وقد مر نبى الله حزقبيل علي هؤلاء القوم ووجد عظامهم وأخذ يتفكرفي قدرة الله سبحانه وتعالي علي أحياء الموتي، وأخذ يبكي ويطلب من الله لو أحياهم، فيعمروا الارض ويعبدوك ويستغفروك ويحمدوك علي نعم البعث مرة أخري فقال له الله اتحب ان يبعثوا وانت تنظر، فقال نعم فأمر الله العظام ان ترجع كلا الي صاحبه، ثم بعد ذلك كسي العظام لحما ثم الجلد فأصبحوا أجساد بلا أرواح، ثم نفخ الله فيه من روحه فأحياهم جميعا وقد افاق القوم كلهم مرة واحدة وهم يرددون سبحان الله سبحان الله، فاردا الله يجعلهم أية لناس بعد ذلك، وكانت تلك المعجزة من المعجزات الكثيرة التي حدثت لبني أسرئيل لعلهم يهتدوا ويتوبوا الي الله عز وجل ولكنهم أصروا علي عنادهم وكفرهم بالله.

 

وأما عن الرواية الثانية فقد كان نبى الله حزقيل عليه السلام نبي الي بني أسرائيل يدعوهم لعبادة الله، وحين امرهم بالجهاد رفضوا وعصوا امره خوفا من القتل والموت فقال لهم رجلين يقال لهم يوشع وكالب ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه، فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين، فرفضوا وفروا من القرية خوفا من الجهاد والقتل فبعث الله اليهم ملك الموت فقبض روحهم كلهم مرة واحدة ليعلموا ان الموت والحياه بيد الله ثم بعد ذلك دعي الله تعالى النبي حزقيل عليه السلام ان يحيهم فأحياهم الله مرة أخري وأمرهم بالجهاد، وقال الله تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون”

 

وقال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه، إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى، وهو ابن العجوز، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه، فيما بلغنا “ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت” وقال ابن إسحاق فروا من الوباء، فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله موتوا، فماتوا جميعا، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع، فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل، عليه السلام، فوقف عليهم متفكرا، فقيل له أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال نعم، فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما، وأن يتصل العصب بعضه ببعض، فناداهم عن أمر الله له بذلك، فقام القوم أجمعون، وكبروا تكبيرة رجل واحد، وقال أسباط ، عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح.

 

عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة ، في قوله تعالى” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم” قالوا كانت قرية يقال لها ” داوردان ” قبل ” واسط ” وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها، فنزلوا ناحية منها، فهلك من بقي في القرية، وسلم الآخرون، فلم يمت منهم كثير، فلما ارتفع الطاعون، رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم، فوقع في قابل، فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا، حتى نزلوا ذلك المكان، وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى، وآخر من أعلاه أن موتوا، فماتوا، حتى إذا هلكوا، وبقيت أجسادهم، مر بهم نبي، يقال له حزقيل، فلما رآهم وقف عليهم.

 

فجعل يتفكر فيهم ويلوي شدقيه وأصابعه، فأوحى الله إليه تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال نعم، وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم، فقيل له ناد، فنادى يا أيتها العظام، إن الله يأمرك أن تجتمعي، فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض، حتى كانت أجسادا من عظام، ثم أوحى الله إليه أن نادى يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما، فاكتست لحما، ودما، وثيابها التي ماتت فيها، ثم قيل له نادى فنادى أيتها الأجساد، إن الله يأمرك أن تقومي، فقاموا، قال أسباط فزعم منصور، عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا سبحانك ربنا، وبحمدك، لا إله إلا أنت، فرجعوا إلى قومهم أحياء ، يعرفون أنهم كانوا موتى، سحنة الموت على وجوههم، لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما، حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنهم كانوا أربعة آلاف، وعنه أيضا أنهم كانوا ثمانية آلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى