مقال

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 4″

نبى الله حزقيل علية السلام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع نبى الله حزقيل علية السلام، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال أنهم كانوا أربعة آلاف، وعنه أيضا أنهم كانوا ثمانية آلاف، وعن أبي صالح أنهم كانوا تسعة آلاف، وعن ابن عباس أيضا أنهم كانوا أربعين ألفا، وعن سعيد بن عبد العزيز أنهم كانوا من أهل ” أذرعات ” وقال ابن جريج ، عن عطاء هذا مثل ويعني أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر، وقول الجمهور أقوى أن هذا وقع، وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال لما خرج ملك القبط يريد هدم بيت المقدس، واجتمع الناس إلى حزقيل النبي عليه السلام فشكوا ذلك إليه ، فقال لعلي اناجي ربي الليلة، فلما جنه الليل ناجى ربه، فأوحى الله إليه” إني قد كفيتكهم وكانوا قد مضوا، فأوحى الله إلى ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم فماتوا كلهم.

 

فأصيح حزقيل النبي وأخبر قومه بذلك فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا، ودخل حزقيل النبي العجب، فقال في نفسه ما فضل سليمان النبي علي وقد اعطيت مثل هذا ؟ قال فخرجت قرحة على كبده فآذته، فخشع لله وتذلل وقعد على الرماد، فأوحى الله إليه “أن خذ لبن التين فحكه على صدرك من خارج ، ففعل فسكن عنه ذلك، وعن عمر بن يزيد وغيره عن بعضهم عن أبي عبدالله وبعضهم عن أبي جعفر عليهما السلام في قول الله عزوجل ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ” فقال إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام، وكانوا سبعين ألف بيت، وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان، فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم، وبقي فيها الفقراء لضعفهم، فكان الموت يكثر في الذين أقاموا.

 

ويقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، قال فاجتمع رأيهم جميعا على أنه إذا وقع الطاعون وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة، قلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت فصاروا في البلاد ما شاء الله، ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها، فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله عزوجل ” موتوا جميعا، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما يلوح، وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل، فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال يا رب لو شئت لاحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك.

 

وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله إليه أفتحب ذلك؟ قال نعم يا رب فأحيهم، فأوحى الله عزوجل قل كذا وكذا، فقال الذي أمره الله عزوجل أن يقوله، فقال أبوعبدالله عليه السلام وهو الاسم الاعظم، فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعظها إلى بعض، فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض، يسبحون الله عز ذكره ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك اشهد أن الله على كل شئ قدير، وقال عمر بن يزيد، فقال أبوعبد الله عليه السلام، فيهم نزلت هذه الآية، وقد روى الإمام أحمد من طريق الزهري، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ، لقيه أمراء الأجناد.

 

أبو عبيدة بن الجراح، وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام، فذكر الحديث يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار، فاختلفوا عليه، فجاءه عبد الرحمن بن عوف، وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” إذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف” وقال الإمام أحمد، حدثنا حجاج ويزيد المعنى قالا حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام، عن النبي صلى الله عليه وسلم “إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه قال فرجع عمر من الشام”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى