مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بحران “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بحران “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الرسول في غزوة بحران، وقد اعتزل محمد بن مسلمة الفتنة، وسكن الربذة إلى أن قتل في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وأما عن عباد بن بشر بن وقش وهو صحابي من الأنصار من بني عبد الأشهل، وقد أسلم على يد مصعب بن عمير، وشهد مع النبى صلى الله علي وسلم، غزواته كلها، وشارك بعد وفاة النبى صلى الله علي وسلم، في حروب الردة، فقتل في معركة اليمامة، وقد أسلم عباد بن بشر بن وقش بن زُغبة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، وبعد الهجرة النبوية، قد آخى النبى صلى الله علي وسلم، بينه وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وكما شهد مع النبى صلى الله علي وسلم، المشاهد كلها.

 

وقد أسند النبى صلى الله علي وسلم، لعباد عددا من المهام، فكان عباد من ضمن المفرزة التي قتلت كعب بن الأشرف، كما بعثه النبى صلى الله علي وسلم، ليجمع صدقات مزينة وبني سليم، وبني المصطلق وهم أحد بطون خزاعة، وجعله النبى صلى الله علي وسلم، على قسمة غنائم غزوة حنين، وكما جعله الإمام على بن أبى طالب قائدا على حرسه في غزوة تبوك، وبعد وفاة النبى صلى الله علي وسلم، قد شارك عباد في حروب الردة، وقتل يوم اليمامة فى السنة الثانية عشر من الهجرة وكان عمره خمسة وأربعون سنة، وكان لعباد بن بشر رواية لحديث نبوي واحد رواه عن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت الأنصاري، وقد أورده أبو داود في فضائل الأنصار.

 

حيث قالت السيده عائشة بنت أبي بكر زوجة النبى صلى الله علي وسلم “ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا، كلهم من بني عبد الأشهل، سعد بن معاذ وعباد بن بشر وأسيد بن حضير” وكما قالت رضى الله عنها “تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيتي، فسمع صوت عباد بن بشر، فقال، يا عائشة، هذا صوت عباد بن بشر؟ قلت، نعم، قال، اللهم اغفر له ” وقد روى أنس بن مالك رضى الله عنه “أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند النبى صلى الله علي وسلم، في ليلة مظلمة، فأضاءت عصا أحدهما، فلما افترقا أضاءت عصا كل واحد منهما ” وأما عن سلكان بن سلامة فهو صحابي من الأنصار، وقد شهد غزوة أحد.

 

وقد شهد المشاهد كلها، وكان ممن شارك في قتل كعب بن الأشرف، وقد قتل في موقعة الجسر مع أبي عبيد الثقفي في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى السنة الثالثة عشر من الهجرة، وهو سعد بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، وسلكان هو لقب له، يكنى أبا نائلة، وقد أنجب سعد بن سلامة، ميمونة وأمها بشرة بنت عبد الله بن سهل من بني ساعدة، وعباد وقد قتل يوم الحَرّة وعبد الله والمُحيّاة، وكانت أمهم هى أم سهيل بنت رومي، وقد شهد سلكان غزوة أحد، وما بعدها من المشاهد، وكان شاعرا، ومن الرماة المذكورين، وقد بعثه النبى صلى الله علي وسلم، مع محمد بن مسلمة وأبو عبس بن جبر وعباد بن بشر.

 

لاغتيال كعب بن الأشرف اليهودي لما آذى النبى صلى الله علي وسلم، وكان سلكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وهو الذي ولي كلام ابن الأشرف ودعاه إلى أن يأتيه بعدّة من قومه معهم رُهن يُعطونه ويأخذون منه تمرا سلفا وأنسه حتى اطمأن إليه وأتاه بالنفر الذين كانوا معه، ودعاه أبو نائلة فخرج إليه فحدّثه وأنّسه وأدخل يده في رأسه، فمده إليه وقال ” اقتلوا عدو الله فشدّوا على كعب فقتلوه” وقد قتل سلكان يوم جسر أبي عبيد الثقفي في صدر خلافة عمر بن الخطاب بالعراق، وهكذا كان كعب بن الأشرف، فهو شاعر من بني النضير وقيل كان أبوه من طيء وأمه من يهود بني النضير ذكر في سيرة النبى صلى الله علي وسلم، بأنه أمر بقتله لسبه النبى صلى الله علي وسلم.

 

وتشجيعه قريش على محاربة النبى صلى الله علي وسلم، بالرغم من الصحيفة التي تصالح فيها النبى صلى الله علي وسلم، والمسلمين مع اليهود على الطاعة وحسن التعايش، ونفذ ذلك الأمر جماعة من الأوس، وقيل بأن قتل كعب كان مسألة الخيانة لأنه حرض المشركين على النبى صلى الله علي وسلم، بعد بدر وسعى لتجييشهم ضد المسلمين، وشبّب بنساء الصحابة بأشعار خادشة للحياء حتى آذاهم، وقال ابن إسحاق ” وكان من حديث كعب بن الأشرف، أنه لما أصيب أصحاب بدر، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين بعثهما رسول الله إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه وقتل من قتل من المشركين.

 

وأما عن الحارث بن أوس بن معاذ فهو صحابي، من الأنصار من بني عبد الأشهل، وابن أخ سعد بن معاذ، وقد أسلم الحارث، وآخى النبى صلى الله علي وسلم، بينه وبين عامر بن فهيرة، وقد شهد مع النبى صلى الله علي وسلم، غزوة بدر، وكان ممن شارك في قتل كعب بن الأشرف، وقد قُتل الحارث في غزوة أحد وعمره يومئذ ثمانى وعشرين سنة، وقيل أنه عاش بعد ذلك وشهد غزوة الخندق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى