مقال

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع نبى الله ذو الكفل علية السلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومع أنبياء بنى إسرائيل ولكن من هو آخر أنبياء بني إسرائيل؟ إنه نبى الله عيسى بن مريم عليه السلام فهو آخر أنبياء بني إسرائيل، وقد بعثه الله تعالى إليهم، وأنزل عليه الإنجيل غير أن قومه كذبوه وكفروا برسالته، رغما عن تأييد الله تعالى له بالكثير والعديد من المعجزات لتكون دلالة واضحة وبيّنة على نبوته، ومن المعجزات التي أيد الله جل شأنه بها نبيه عيسى عليه السلام إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى بإذنه تعالى كما كان عيسى عليه السلام يُخبر الناس عما كانوا يدخرونه في بيوتهم من الأطعمة والمتاع التي لا يطلع عليها أحد، ويؤمن المسلمون برسالة نبي الله تعالى عيسى، ودل على هذا كتاب الله تعالى القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على نبيه سيد الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ورغما عن تحريف المسيحيين لكتابه التوارة غير أن المسلمون يعرفون المباديء الأساسية التي وردت بكتاب التوراة على النهج الصحيح، وهذا من القرآن الكريم ويؤمن المسلمون بكافة الأنبياء والرسل إيمانا إجماليا ويعلمون جيدا أن الله تعالى أرسلهم إلى الناس ليرشدونهم ويخرجونهم من ظلمات الضلال إلى نور الإيمان، ويعتقد المسلمون في روح الله عيسى ابن مريم، وإن أمه عذراء نقية شريفة بعيدة كل البعد عن الرذيلة، وأن عيسى ابن مريم هو من روح الله تعالى وهو كلمته، وقد أتى نبي الله عيسى ابن مريم مبشرا بنبنا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد أرسل الله تعالى نبيه عيسى بن مريم إلى بني إسرائيل بالتوحيد، وأن نبي الله عيسى عليه السلام ليس إله. وهو نبي مرسل،

 

ومكلف من الله تعالى بتبيلغ الرسالة التي أصلها في كافة الديانات توحيد الله تعالى وحده الذي لا شريك له، ولقد خلق الله تعالى نبيه عيسى بن مريم من دون أب وأمه البتول السيدة مريم العذراء وبعد أن حملت بعيسى في أحشائها اتهمها قومها بالزنا، ولكن الله تبارك وتعالى برأها على لسان رضيعها الذي لم يكن له قدرة على الكلام، وكانت المعجزة الأولى له هو كلامه في المهد، وأيد الله تعالى نبيه عيسى ابن مريم بالكثير من المعجزات في حياته بعد أن ولد مباشرة، ولكن قومه لم يؤمنو به وكذبوه وكادوا له المكائد، وحاولوا قتله رغما عن تأييد الله تعالى له ولهذا رفعه الله تعالى إليه، وسوف يُرسله من جديد ليُنقذ العالم من كيد بنو إسرائيل الذي لم يتعظوا، واعتادوا على الخيانة لمن آمنهم.

 

وسوف يحكم الله تعالى بين الخلائق بشرع الله تعالى وبالعدل، وأن هناك أنبياء ذكروا فى القرآن الكريم وذكروا أيضا فى الكتب المقدسة، لكن لا نعرف عنهم الكثير، ربما يكون ذكرت لهم مواقف تدل على مدى عظمتهم وتقربهم من الله لكنها تبقى بسيطة، فإن هوية هؤلاء الأنبياء المكرمين فى النصوص الدينية لا تزال لغزا وسرا، وأمرا محيرا للعديد من العلماء والباحثين والمؤرخين، ومن هؤلاء نبى الله ذو الكفل المذكور فى القرآن الكريم، وأما عن ذو الكفل فهو نبي على الصحيح في الإسلام، وقيل هو ذو الكفل عليه السلام ابن نبى الله أيوب عليهما السلام، وإسمه في الأصل بشر، وقد بعثه الله نبيا بعد أبيه أيوب عليهما السلام، وسماه ذو الكفل لأنه كان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل.

 

ولم يذكر في القرآن الكريم شيء عن دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم لا بالإجمال ولا بالتفصيل، ويعتقد بعض المؤرخين أنه حزقيال في اليهودية ورغم عدم وجود دليل قاطع في هذا الخصوص، وإننا نقرأ في القرآن الكريم عن ذي الكفل، ولكن قل من يعرف حكاية هذا النبي الكريم عليه السلام الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بذكر سيرته في كتابه الكريم، فهو نبى من أنبياء بني إسرائيل، وقيل أنه سمي بهذا الاسم لأنه تكفل لنبي الله اليسع في قيام الليل وصوم النهار وألا يغضب في القضاء، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة ويقضي بالعدل بين قومه، وقد بدأت قصة ذي الكفل عليه السلام حينما کبر نبي الله أليسع وقال في نفسه “لو أني استخلفت رجلا علی الناس فانظر کيف يحكم ويعدل بين الناس فإن کان عادلا رحيما جعلته خليفة علی الناس من بعدي” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى