مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الرسول في غزوة بني قريظة، وقد رحلت القبائل اليهودية إلى الحجاز في أعقاب الحروب اليهودية الرومانية وامتهنوا الزراعة، مما حسّن من أوضاعهم الثقافية والاقتصادية، وفي القرن الخامس، قد ارتحلوا إلي يثرب، وقد كتب أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني أن اليهود وصلوا في الحجاز في أعقاب حروب بين اليهود والروم، وامتهن اليهود الزراعة في يثرب، فزرعوا النخيل والحبوب، وهذه الميزة مكنتهم من الازدهار اقتصاديا، ومع دخول قبيلتي الأوس والخزرج المدينة المنورة، أصبحتا في عداء، لفترة وصلت لحوالي مائة عام وقد تحالف بنو النضير وبنو قريظة مع الأوس، في حين انحازت بنو، قينقاع مع الخزرج.

 

ودخل الأوس والخزرج وحلفائهم اليهود في أربع حروب، وكانت أشدها وأكثرها دموية يوم بعاث، وكانت لبنو قريظة قوة عسكرية هيمنت على المدينة وما جاورها، حيث امتهنوا أيضا صناعة أنواع من الأسلحة، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، وعقد صحيفة المدينة بين المسلمين وسكان يثرب من غير المسلمين، ومنهم سيد بني قريظة كعب بن أسعد، ونصت على أن لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، وهم أحلاف أذا تحاربوا وألا يغدر أحدهم بالآخر، ومع تزايد أعداد المسلمين توترت العلاقات بينهم وبين اليهود، وعندما عندما حاصرت قريش وحلفائها المدينة في غزوة الخندق، قام يهود بنو قريظة بالغدر في المسلمين وتحالفوا مع المشركين، لذلك بعد هزيمة قريش وحلفائها.

 

وقد حاصر المسلمون قبيلة قريظة، وفي النهاية استسلمت بنو قريظة، وقتل رجالهم، وفي حين سبيت نسائهم وأطفالهم، فلقد كان بعد أن قام المسلمون بطرد بنو قينقاع من المدينة، دخلوا في صراع مع بنو النضير ثم قاموا طردهم أيضا، وفي العام الخامس للهجرة، تحالفت قريش مع بعض من بينها بنو النضير، لغزو المدينة وفرض حصار عليها، ونكمل الجزء الثالث مع غزوة بنى قريظة وقد توقفنا عندما تحالفت قريش مع بعض من بينها بنو النضير، لغزو المدينة وفرض حصار عليها، وقد فضّلت بنو قريظة الحياد، وقد زودوا المدافعين عن المدينة بالمجارف والمعاول لحفر خندق دفاعي للدفاع عن المدينة، لكنها غيرت موقفها في وقت لاحق، حيث دخلت في مفاوضات مع الأحزاب.

 

وكان أثناء الحصار، استقبلت بنو قريظة حيي بن أخطب سيد بني النضير الذي حرض على هذا التحالف بين قبيلته مع قريش وغطفان، وأقنع كعب بن أسعد بمساعدة الأحزاب، وكعب كان في البداية متردد، وجادل بأن محمدا لم يخالف العهد معهم، لكنه قرر تقديم الدعم للأحزاب بعدما وعده حيي بالانضمام إلى بني قريظة في المدينة، إذا كان عاد الأحزاب إلى مكة دون انتصار، وقد انتشرت شائعات عن خيانة بني قريظة وأكدتها رسل النبي صلى الله عليه وسلم، وهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، وقد أثار ذلك قلق المسلمين لأن ذلك يعني انهيار دفاعات المدينة، فأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، نعيم بن مسعود، وهو من سادات غطفان الذي كان قد اعتنق الإسلام سرا.

 

أن يذهب إلى المحاصرين ويفشل مخطط التحالف بينهم، فذهب نعيم إلى بني قريظة ونصحهم بألا ينضموا إلى قتال المسلمين إلا إذا قدّم المحاصرون رهائن من بين قادتهم، ثم سارع إلى الأحزاب وحذرهم من أن إذا طلب بنو قريظة الرهائن، وذلك يرجع إلى أنها تعتزم تسليمهم إلى المسلمين، وعندما جاء ممثلو قريش وغطفان إلى بني قريظة، وطلبوا الحصول على الدعم في المعركة، طلبت بنو قريظة رهائن، ولكن ممثلو المحاصرين رفضوا، ففشلت المفاوضات، ولم تدعم بنو قريظة القوات المحاصرة، وبالتالي فشل المهاجمون في تكوين جبهة قتال ثانية ضد المدافعين عن المدينة، ويوم انسحاب الأحلاف، أخبر جبريل عليه السلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن يقاتل بني قريظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى