مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 6”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الرسول في غزوة بني قريظة، فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم “‏‏ قالوا‏ بلى، قال‏ صلى الله عليه وسلم ” فذاك سعد بن معاذ ” ‏ قالوا‏‏ قد رضينا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في طلب سعد بن معاذ، لأنه كان في المدينة، لإصابته البالغة التي تعرض لها في الأحزاب، فجاء راكبا حمارا، فالتف حوله الأوس، وقالوا له يا سعد، أجمل في مواليك، فأحسن فيهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حكمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئا، فلما أكثروا عليه قال‏ لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى لهم القوم، ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال للصحابة‏ ” قوموا إلى سيدكم ”

 

فلما أنزلوه قالوا‏،‏ يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، قال‏‏ وحكمي نافذ عليهم‏؟‏ قالوا‏ نعم، قال‏ سعد‏ وعلى المسلمين‏؟‏ قالوا‏‏ نعم، قال‏سعد وعلى من هاهنا‏؟‏ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إجلالا له وتعظيما‏، قال صلى الله عليه وسلم ” نعم وعلى “‏ قال‏ سعد بن معاذ” فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ” وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد بن معاذ رضى الله عنه، فجمعوا الرجال، فقتلوهم، وهكذا قتل من اليهود أربعمائة رجل وفي رواية سبعمائة، وقتل مع هؤلاء شيطان بني النضير، وأحد أكابر مجرمي معركة الأحزاب حيي بن أخطب.

 

وهو والد صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان قد دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة الأحزاب، فلما أتي به، وعليه حُلة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئلا يُسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم،‏ أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغلب، ثم قال‏ حيى بن أخطب، أيها الناس، لا بأس بأمر الله، كتاب وقَدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل، ثم جلس، فضربت عنقه، فقتل، وقد خرج تلك الليلة عمرو بن سعدى، وكان رجلا لم يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أن القتل كان للغادرين فقط.

 

فمن لم يغدر معهم، لم يقتله المسلمون، فرآه القائد محمد بن مسلمة قائد الحرس النبوي، فخلى سبيله حين عرفه، فلم يعلم أين ذهب؟ وهكذا كانتغزوة بنى قريظة فكان السبب هو غدر بني قريظة بالمسلمين في معركة الخندق رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريظة وهجومهم على نساء المسلمين أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة حول الخندق ومحاولتهم فتح ثغرة لتمر الأحزاب لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين، وكان بعدما انتهت قصة بني قريظة قد مات سعد بن معاذ، متأثرا بجروحه حتى خرجت الدماء من خارج خيمته، وقيل في حقه كما جاء في البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” أهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ”

 

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون، ما أخف جنازته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ” إن الملائكة تحمله ” رواه الترمذى، وهكذا فإن قيمة بن معاذ كبيرة على الرغم من أن كل عمره في الإسلام لم يتجاوز الست سنوات، وهكذا فقد استجاب الله تعالى لدعوة العبد الصالح سعد بن معاذ رضى الله عنه، فانفجر جرحه وسالت منه الدماء حتى خرجت من خارج خيمته ليلقى ربه سعيدا راضيا، ويكفيه ما قاله صلى الله عليه وسلم، في حقه كما جاء في البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” أهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ” ‏فإن قصة الأحزاب وبني قريظة، لقد كانت موقعة عجيبة بلا قتال تقريبا، وكفى الله المؤمنين القتال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى