مقال

نفحات إيمانية ومع السيدة قتيلة بنت عبد العزي.

نفحات إيمانية ومع السيدة قتيلة بنت عبد العزي.

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

السيدة قتيلة بنت عبد العزي العامرية القرشية، وهى قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العامرية القرشية، وهى تشترك فى لؤي بن غالب، وهو الجد الثامن للنبي صلى الله عليه وسلم، وهى زوجة خليفة المسلمين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق وهى أم الصحابية أسماء بنت أبي بكر، وأسماء هي صحابية من السابقين الأولين في الإسلام، وهي وزوجة الزبير بن العوام، وأخت السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة، وهي أم عبد الله بن الزبير الذي بويع له بالخلافة، وأول مولود للمهاجرين بالمدينة،

 

وقد لقبت بذات النطاقين، لأنها شقَت نطاقها وربطت به سفرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق، حين خرجا مهاجرين إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، وقد تزوجت السيده أسماء بنت أبى بكر وبنت السيده قتيله، الزبير بن العوام، وهاجرت معه وهي حامل بعبد الله إلى المدينة المنورة، وقد ولدت السيده أسماء خمسة أولاد وهم، عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، وثلاث بنات هن خديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة، وقد شهدت معركة اليرموك مع ابنها وزوجها، ثم طلقها الزبير، وقد عاشت أسماء إلى أن ولي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وصارت كفيفة، وماتت وقد بلغت مائة سنة، وهي أخر المهاجرات وفاة، وقد روت عدة أحاديث، ومسندها ثمانية وخمسون حديثا، والسيده قتيله بنت عبد العزى.

 

كان ابنها عبد الله بن أبي بكر، وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أول خليفة للمسلمين أبو بكر الصديق، وقد طلقها أبو بكر في الجاهلية، فقدمت إلى ابنتها بهدايا فلم تقبلها في البداية، ثم سألت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم إن كان يجوز استقبال أمها المشركة وقبول الهدايا منها، فأجابها النبي بأن تستقبل أمها وتقبل هداياها، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم، على الإهداء ولو بالقليل، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ” رواه البخاري، ومعنى لجارتها،أى ضرتها، وقد تطلق الجارة على الضرة أحيانا، وهي هنا عامة فالمراد جارة المنزل والمراد الضرة أيضا، والله أعلم، والفرسن هو موضع الحافر، والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم، حث المرأة على الإهداء لجارتها.

 

والجود بما تيسر عندها، وإن كان هذا المهدى قليلا فهو خير من العدم، وهو دليل على المودة، وفي الحديث أيضا حث للمهدى إليها على قبول الهدية وإن قلت الهدية فهي دليل على تقدير المهدية للمهدى إليها، وتعد السيده أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها من أكثر الناس تأثرا بالنبي صلى الله عليه وسلم، خصوصا لارتباط والدها به طوال حياتهما، وقد قيل عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما قالت قدمت أمي عليّ وهي مشركة في عهد قريش، ومدتهم التي عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قَدمت أمي وهي راغبة أفأصلها؟ قال “نعم صلى أمك” وقيل فى ” وهي راغبة” يعني في الإسلام، وليس كذلك، إنما هي راغبة في شيء تأخذه وهي على شركها، ولهذا استأذنت السيده أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.

 

في أن تصلها، ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذنه صلى الله عليه وسلم، والسيده قتيله كان أبو بكر الصديق، قد طلقها في الجاهلية، وفيها نزل من القرآن آية ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المحسنين” وكان ذلك بعد أن رفضت ابنتها السيده أسماء بنت أبى بكر، من أن تدخلها بيتها في المدينة المنورة، ثم أسلمت السيده قتيله وهاجرت إلى المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى