مقال

نفحات إيمانية ومع السيدة عاتكة بنت عبد المطلب ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع السيدة عاتكة بنت عبد المطلب ” جزء 1″

بقلم/ محمـــــد الدكـــــرورى

 

السيدة عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهى أخت أبيه من أبيه وأمه وأمهما هى فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وأبوها هو عبد المطلب واسمه شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد ولد أبوها شيبه بيثرب، وعاش عند أخواله من بني النجار، وقد مات أبوه بغزة في تجارته، فأرجعه عمه المطلب بن عبد مناف وحمله معه إلى مكة وأردفه على بعيره فلما دخل به إلى مكة قالت قريش عبد المطلب فقال لا إنما هو ابن أخي شيبة، وقد نشأ عبد المطلب في بيئة سيادة وشرف، وعظم قدره لما احتفر بئر زمزم.

 

وكانت من قبل مطوية، وذلك في زمن الملك قباذ ملك فارس، فاستخرج منها غزالتي ذهب عليهما الدر والجوهر، وغير ذلك من الحلي، وسبعة أسياف قلعية، وسبعة أدرع سوابغ، فضرب من الأسياف بابا للكعبة، وجعل إحدى الغزالتين صفائح ذهب في الباب، وجعل الأخرى في الكعبة، وعظم قدره كثيرا بين العرب بعد يوم الفيل، وقدم اليمن في وجوه قريش ليهنيء الملك سيف بن ذي يزن لتغلبه على الأحباش المغتصبين للجنوب العربي، فأكرمه الملك، وقربه، وحباه، وخصه، وبشره بأن النبوة في ولده، وكان محسودا من بعض قريش، فنافره بعضهم فنكس وانتكس، وحاول آخرون مجاراته فأفحموا وتعبوا، وقد شد أحلاف آبائه، وأوثق عُراها، وعقد لقريش حلفا مع خزاعة فكان أنفة لفتح مكة.

 

في عام تسعه من الهجره، ودخول الناس في دين الله أفواجا، وقد كفل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد موت أبيه، ونال شرف تربيته بعد موت أمه آمنة بنت وهب الزهرية، وقد مات عبد المطلب وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمان سنين، وقيل عن شيبه، أنه كان كاملا عاقلا، ذا أناة ونجدة، فصيح اللسان، حاضر القلب، أحبه قومه ورفعوا من شأنه، وقد تزوجت السيده عاتكه بنت عبد المطلب، في الجاهلية من أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والد أم سلمة، وهى أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية وهي إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن السابقين الأولين في الإسلام، وكانت أم سلمه هى زوجة لأبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد.

 

وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وأنجبت منه أربعة أبناء، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل إنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة، ولما توفي أبو سلمة سنة أربعه من الهجره، إثر جرح أصابه في غزوة أحد، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخذها النبي صلى الله عليه وسلم، معه في عدد من الغزوات، وأخذ برأيها في يوم الحديبية حيث أشارت عليه أن لا يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق، فكانت توصف “بالرأي الصائب”، ثم شهدت غزوة خيبر، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية.

 

وقد أنجبت السيده عاتكه بنت عبد المطلب، لزوجها أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أنجبت له عبد الله وزهير، ولم يسلم عبد الله إلا قبل الفتح، أما زهير فقد أسلم وكان أحد الساعين لنقض صحيفة المقاطعة التي فرضتها قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبني هاشم، وقد أسلمت السيده عاتكة وهاجرت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد توفيت عاتكة بالمدينة المنورة وقيل أنها دفنت في البقيع، وقيل أنه قد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها، وضمضم بن عمرو الغفاري، هو رجل بعثه أبو سفيان بن حرب إلى قريش يستفزهم إلى نصرة رجالهم وأموالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى