مقال

السيده أم أسلم صاحبة الحصاة.

السيده أم أسلم صاحبة الحصاة.

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن صاحبة الحصاة، هو لقب لثلاث من الراويات، وهن حبابة الوالبية، وأم غانم، وأم أسلم والسبب في اشتهارهن بهذا اللقب كما ورد في الروايات هو أن کل واحدة منهن طلبت دلالة للتعرف علی الإمام والوصي من بعد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فطبع الإمام على رضى الله عنه، بخاتمه علی حصاة بحيث أن أثر الخاتم بقي على الحصاة وكانت هذه الكرامة دلالة علی أنه الإمام والوصي، وبحسب الروایات وقعت هذه الكرامة لأم أسلم، علی يد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه والأئمة من بعده حتی الإمام السجاد.

 

ولأم غانم علی يد الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، والأئمة من بعده حتی الإمام السجاد ولحبابة الوالبية، علی يد الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، والأئمة من بعده حتی الإمام الرضا رضى الله عنهم أجمعين، وأم أسلم صاحبة الحصاة، من النساء الفاضلات اللواتي حُزن قصب السَّبق في مضمار العلم وولاء أهل البيت ومودتهم، واشتهرت كحبابة الوالبيّة، بأنها صاحبة الحصاة، وعُدّت في جملة الرواة عن الخليفة الراشدي علي، وهى صحابية جليلة، موالية لأهل البيت، وقد عمرت حتى أدركت الامام زين العابدين علي بن الحسين.

 

وقد روي عن موسى بن اسماعيل بن عبيد الله بن العباس بن علي بن ابي طالب، قال حدثني جعفر بن زيد بن موسى، عن ابيه، عن آبائه، قالو جاءت أم أسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في منزل ام سلمة، فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت خرج في بعض الحوائج والساعة يجيء، فانتظرته عند ام سلمة حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت ام اسلم بأبي انت وامي يا رسول الله، إني قد قرأت الكتب وعلمت أن لكل نبي وصي، فموسى له وصي في حياته ووصي بعد موته وكذلك عيسى، فمن وصيك يا رسول الله؟

 

فقال لها يا ام اسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد، ثم قال “من فعل فعلي فهو وصيي، ثم ضرب بيده إلى حصاة في الارض ففركها باصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه ثم قال “من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي” فخرجت من عنده فأتيت على بن أبى طالب رضى الله عنه، فقالت بابي أنت وامي، وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نعم يا ام اسلم، فضرب بيده إلى الحصاة ففركها فجعلها کهيئة الدقيق، ثم عجنها فختمها بخاتمه، ثم قال يا ام اسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي، فاتيت الحسن، وهو غلام فقلت له يا سيدي انت وصي ابيك ؟

 

فقال نعم يا ام اسلم ثم ضرب بيده واخذ حصاة ففعل بها كفعل جده وابيه، فخرجت من عنده فاتيت الحسين، واني استصغره لسنه فقلت بابي انت وامي انت وصي اخيك ؟ فقال نعم يا ام اسلم آتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم، فعمرت ام اسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين، بعد استشهاد الامام الحسين، في منصرفه فسالته انت وصي ابيك ؟ فقال نعم، ثم فعل كفعلهم رضى الله عليهم اجمعين، وقد سئل عن قصة المرأة صاحبة الحصى الواردة في المصادر الحديثية التى ترد في الكافي ان اسمها ام اسلم وجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في منزل ام سلمة.

 

وطبع الرسول صلى الله عليه وسلم، بخاتمة على الحصى وعمرت المرأة الى زمن علي بن الحسين عليه السلام وفعل الامام زين العابدين كما فعل الائمة الذين سبقوه من الطبع على الحصى، ويرد حديث اخر ان المرأة اسمها حبابة الوابلية وعمرت الى وقت الامام الرضا، وعاشت بعد ذالك تسعة اشهر، فهل الواقعة لنفس المرأة، وكان الجواب هو أنه قال القطب الراوندي في الخرائج، هو أن صاحبات الحصى ثلاث احداهن هي وتكنى ام غانم والثانية ام الهدى حبابة بن جعفر الوالبية والاولى اسمها سعاد من بني سعد بن ابي بكر بن عبد مناف، والثالثة تدعى ام سليم كانت قارئة الكتب ولكل واحدة خبر.

 

والرواية التي ذكرت ام غانم رويت في الكافي برجال ثقات عدا اسحاق بن محمد النخعي الذي اختلف فيه وهناك رواية اخرى مؤيدة لها رويت في اعلام الورى بسند مختلف لم يرد فيه اسحاق النخعي، واما الرواية التي ذكرت حبابة الوالبية فقد ذكرها الكليني في الكافي الا ان في السند رواة مجاهيل، واما ام سليم او ام أسلم فقد ذكرت في الكافي ومقتضب الاثر بسندين مختلفين وسندها في الكافي فيه بعض من لم يصرح باسمه فالرواية مرسلة وسند المقتضب فيه من اختلف في وثاقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى