مقال

يا” رُبَّ أخٍ لم تلِدهُ لي أُمِّي “

يا” رُبَّ أخٍ لم تلِدهُ لي أُمِّي ”

………………………………………..

رشيد مصباح(فوزي)

***

مداوروش في: 02 جانفي 2022

الموافق لـ: ٨ جمادى الآخرة ١٤٤٣ هـ

…………………………………………………….

على إثر خلاف بسيط جرى “مجرى الدم” بيننا، وصل فيه الجدال بيني وبينه إلى مرحلة كادت تعصف بالعلاقة الحميمة التي بيننا. ؛ مناكفات هوجاء “لا كَعْباً بلَغتْ ولا كِلاباً” – كما قال جرير -،

ومجرّد نقاش عقيم، لا طائل منه ولا فائدة تُرجى. لكنّها أوغرتْ صدر هذا الصّديق العزيز، البعيد عن العين القريب من القلب؛ أقولها بملء فمي وعقلي وقلبي، وبكل صدق و إخلاص، وهو يعلم أشدّ العلم بذلك، ويقدّر مشاعر الحب التي أكنُّها له، وتصديقا لذلك فقد أبى إلاّ أن يختزل المسافة بين الحِلْم والحنق والسّخط والرضا، ويزورني في البيت، رغم البرودة الشديدة، والرّياح، وغزارة الأمطار… وأنا اُقدّر هذه الخطوة العزيزة، وهذه الشّهامة التي هي من صفات ابناء الأصول الذي هو واحد منهم.

وكان قد ذهب مغاضبا ثم جاء ليعيد للمشاعر دفْأَها المعهود، ويذيب الجليد الذي تشكّل بيننا. ف

أهلا وسهلا ومرحبا بك، أخا عزيزا وصديقا غاليا.

الصداقة التي بيننا لم تكن أبدا محض صدفة أو علاقة عابرة، بل هي أكبر من ذلك؛

ولطالما كانت والدتي-رحمها الله- تكِنُّ للمرحومة والدتكّ-طيّب الله ثراها- كلّ الودِّ. وكان قد جمع بينهما بعض مشاعر الحزن والألم، نتيجة ظّلمٍ وهمّ تعرّضتا له في ذلك الزّمن، زمانهما.

وكذلك كان الأمر بين والدِيْنا – غفر الله لنا ولهما-. وقد رأيتهما ذات فاجعة يحضُنان بعضهما، ويذرفان الدّموع خلسة.

فاعتقدتُ جازما بل وأقسمتُ على أن لهذه الألفة التي بين الأصول دور في توريث المشاعر التي بيننا. يا” رُبَّ أخٍ لم تلِدهُ لي أُمِّي “؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى