مقال

الدكرورى يكتب عن معاوية بن حديج الكندي “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن معاوية بن حديج الكندي “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع معاوية بن حديج الكندي، وكان تاريخ مملكتهم الجاهلية، يشوبه الكثير من الغموض فقد تحدث عنه الإخباريون وأكتشفت كتابات عديدة في قرية الفاو مكتوبة بخط المسند القديم، وقد اعتنقوا الإسلام في القرن السابع الميلادي وكانوا ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، في عام الوفود واشتركوا في الفتوحات الإسلامية ونزل كثير منهم الشام والعراق وشمال أفريقيا، وقد أقاموا أربع دول في الأندلس، وتنقسم كندة لثلاث أقسام رئيسية هي بنو معاوية الأكرمين وبنو السكاسك وبنو السكون، ويتواجدون في اليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وتوجد عشائر في العراق والأردن، وأما عن معاويه بن حديج، فقد شهد معركة اليرموك سنة خمسة عشر من الهجره، ثم شهد فتح مصر سنة عشرين من الهجره.

 

 

وقد شهد كذلك مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح قتال البربر وولي حروبا كثيرة في بلاد المغرب وكان أمير وقائد الكتائب في فتح أفريقيا وغزا النوبة فأصيبت عينه هناك وأصبح أعورا، وقد شن هجوما مفاجئا على صقلية سنة أربعه وأربعين من الهجره، وولي على برقة سنة سبعه وأربعين من الهجره، وقد كان عثمانيا في أيام علي بن أبي طالب بمصر، ولم يبايع عليا بالكلية، فلما أخذ معاوية مصر أكرمه ثم استنابه بها، وكان ذلك بعد عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه ناب بها بعد أبيه سنتين، ثم عزله معاوية، وولى معاوية بن حديج، فلم يزل بمصر حتى مات بها في سنة اثنين وخمسين من الهجره، وعن عبد الرحمن بن شماسة قال دخلت على السيده عائشة رضى الله عنها، فقالت ممن أنت؟ قلت من أهل مصر.

 

قالت كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ قلت” خير أمير ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيرا ولا غلام إلا أبدل مكانه غلاما” قالت ” إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعته يقول” اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه” وقد كان معاويه بن حديج، مواليا لمعاوية بن أبي سفيان ومن أكثر القادحين بعلي بن أبي طالب إلا أنه غضب لمقتل حجر بن عدي لإنه من نفس قبيلته كندة، وعن علي ابن أبي طلحة مولى بني أمية قال” حج معاوية بن أبى سفيان ومعه معاوية بن حديج وكان من أسب الناس لعلي فمر في المدينة والحسن جالس في جماعة من أصحابه فأتاه رسول فقال” أجب الحسن فأتاه فسلم عليه فقال له أنت معاوية بن حديج؟

 

قال نعم، قال” فأنت الساب عليا ؟ فكأنه استحيى فقال أما والله لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده لتجدنه مشمر الإزار على ساق يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل قول الصادق المصدوق “وقد خاب من افترى” إلا أنه رغم وقوفه لجانب معاوية بن أبى سفيان، فقد غضب لمقتل حجر بن عدي وكان يومها بإفريقية وهى تونس، فقال” يا أشقائي وأصحابي وخيرتي أنقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لأقولن لهم اعتزلوا بنا قريشا ودعوهم يقتل بعضهم بعضا” وقد قال الذهبي بالسير” قد كان ابن حديج ملكا مطاعا من أشراف كندة غضب لحجر بن عدي لانه كندي” وأما عن حجر بن عدي الكندي، فقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه هانئ بن عدي.

 

وقال غير واحد أنه وفد مع أخيه هانئ بن الأدبر، ولا رواية له عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سمع من علي بن أبي طالب وعمار، وقيل وهو من التابعين، وكان حجر بن عدي من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ممن شهد الجمل وصفين معه، وحجر هذا مختلف في صحبته، وأكثر العلماء على أنه تابعي، وإلى هذا ذهب كل من البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان وغيرهم، ذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقد قال عنه الحاكم، هو من الصحابة، وقال عنه ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب، أنه من صغار الصحابة، وأنه قتل في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، بعد أن رمى زيادا بن أبيه، والي العراق بالحصى في المسجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى