مقال

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة سنة الوضوء ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مشروعية صلاة سنة الوضوء ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة سنة الوضوء، فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله ” فيه استحباب صلاة ركعتين عقب الوضوء ” والمشروع أن تؤدى عقب الوضوء مباشرة، وقال النووي رحمه الله ” يستحب ركعتان عقب الوضوء للأحاديث الصحيحة فيها ” وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ” ويستحب أن يصلى ركعتين عقب الوضوء ولو كان وقت النهى ” وقال زكريا الأنصاري ” وندب لمن توضأ أن يصلى عقيب وضوئه ركعتين فى أى وقت كان ” وقال التناري الشافعي في كتاب نهاية الزين ” ومنه صلاة سنة الوضوء عقب الفراغ منه وقبل طول الفصل والإعراض، وتحصل بما تحصل به تحية المسجد، فلو أتى بصلاة غيرها عقب الوضوء من فرض أو نفل ففيها ما تقدم في تحية المسجد من جهة حصول الثواب وسقوط الطلب ” فقولهم عقب الوضوء، أو عقيب الوضوء، وهو قبل طول الفصل.

 

وهو دليل على أنهما تؤديان بعد الفراغ من الوضوء مباشرة، ولا بأس أن يجمع بين سنة الوضوء وصلاة الفريضة، أو السنة الراتبة، لأن الأعمال بالنيات، ولأن ركعتي الوضوء ليستا مقصودتين لذاتهما، فصح أن يُدخلهما في غيرهما بالنية، وقد قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ” إذا توضأ المسلم ودخل المسجد بعد أذان الظهر وصلى ركعتين ناويا بهما تحية المسجد وسنة الوضوء وسنة الظهر أجزأه ذلك عن الثلاث، لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ” إلا أنه يسن له أن يصلي ركعتين أخريين إتماما لسنة الظهر الراتبة القبلية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحافظ على صلاة أربع ركعات قبل الظهر، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، هل السنن تتداخل في بعضها ؟

 

مثل من أراد سنة الوضوء فإنه يدخلها في سنة الضحى؟ فأجاب ” نعم ، يصح ذلك، لأن بعض السنن تكون مقصودة بذاتها، فهذه لا تتداخل، وبعض السنن يكون المقصود منها تحصيل الصلاة فقط ، فمثلا سنة الوضوء المقصود بها أن تصلي ركعتين بعد الوضوء، سواء سنة الوضوء أو ركعتي الضحى أو راتبة الظهر أو راتبة الفجر أو السنة التي تكون بين الأذان والإقامة، لأن بين كل أذانين صلاة، وكذلك تحية المسجد يجوز إذا دخلت المسجد أن تصلي بنية الراتبة وتغني عن تحية المسجد، وأما إذا كانت العبادة مقصودة بذاتها فإنها لا تتداخل، ولهذا لو قال قائل سأجعل راتبة الظهر الأولى، التي هي أربع ركعات، ركعتين وأنويها عن الأربع، نقول له لا يصلح ، لماذا ؟ لأن السنة هنا مقصودة بذاتها، بمعنى أن تصلي ركعتين ثم ركعتين ” وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

 

هل يصح صلاة سنة الوضوء مع سنة الظهر القبلية أو سنة المغرب مثلا ؟ فأجاب ” سنة الوضوء أن الإنسان إذا توضأ وأسبغ الوضوء وصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فإذا صادف أن تكون راتبة الظهر بعد الوضوء وصلى الراتبة ولم يحدث فيهما نفسه فإنه يرجى أن يكون داخلا في الحديث، وأما راتبة صلاة المغرب فتصويرها بعيد، إلا إذا قلنا إنه بعد أن صلى المغرب أحدث ثم ذهب وتوضأ ثم صلى ركعتي المغرب، فهذه يمكن، وإلا فالغالب أن ركعتي المغرب تكون بعد صلاة المغرب، ويكون الإنسان متطهرا ” وفى النهايه أن الخلاصة هو أن ركعتي الوضوء ينبغي أن تكونا عقب الوضوء مباشرة، فإن تأخرت عن الوضوء بوقت طويل، كالوقت الذي يصلي فيه الفريضة، فقد فات وقتها، والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى