مقال

مصر تكسر الهيمنة الأحادية وأصبحت قوة لايستهان بها .

مصر تكسر الهيمنة الأحادية وأصبحت قوة لايستهان بها .

بقلم الكاتبة / أميمة العشماوى .

الزيارة الحالية التى قام بها رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إلى مصر وهى الأولى من نوعها منذ سنوات كثيرة تعد دليلا دامغا على حالة التحول الكبير التى يشهدها الدور الذى تلعبه مصر فى هذه المرحلة الراهنة على الساحة الدولية فى ظل متغيرات كبيرة يعيشها النظام العالمى حتى أصبح لها دور بارز جديد قوى يمكنها من المنافسة بكل قوة لإنهاء الهيمنة الأحادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتى بدأت عندها حالة التخلى عن حلفائها وبالتالى أصبح هنا الإعتماد على حليف واحد بمثابة رهان خاسر وبالتالى تبقى الحاجة إلى تنويع التحالفات بالإضافة إلى تناول القضايا الملحة .

من هنا أصبحت التحالفات الدولية تحمل شكلا مختلفا حيث لم تقتصر على نطاق إقليمى معين أو أيديولجية محددة وإنما أصبحت أكثر شمولا لتتحول التحالوفات الجديدة بمثابة نقرة تذوب فيها الجغرافيا والأيديولوجية واللون والدين بينما تحمل على عاتقها الدفاع عن المصالح المشتركة لدولها فى مواجهة الطرف المضاد الذى تتعارض معه المصالح وهو مايخفق مبدأ الشراكة الدولية الذى تبنته مصر .

وتعد زيارة الرئيس الكورى لمصر بمثابة نموذجا لطبيعة الشراكات الدولية الجديدة والتى تتجاوز الجغرافيا التقليدية بينما تقوم فى حقيقتها على فكرة تحقيق المصالح المشتركة سواء للدولتين أو للمجتمع الدولى عبر مواجهة التحديات الجديدة فى ظل الحاجة إلى شريك موثوق به ولديه تجربة يمكن الإستفادة منها ورؤية تتعلق بكافة القضايا الدولية وهو ماترجمه التوجه الذى تتبناه عدة دول آسيوية من بينهم كوريا الجنوبية ومن قبلها اليابان والصين نحو التقارب مع مصر والسعى نحو إقتحام العديد من المناطق التى تتقاطع جغرافيا مع مصر بالإضافة إلى التنسيق فيما يتعلق بالقضايا الدولية والمثارة حاليا على الساحة العالمية والتى أصبحت تتجاوز النطاق الإقليمى التقليدى ومن هنا تم كسر شعار الرهان الخاسر على مصر والذى تبنته العديد من القوى الدولية والإقليمية منذ عقود فيما يتعلق بالعديد من القضايا الدولية سلبا وإيجابا عبر دعم الدور الذى تلعبه مصر باعتبارها البوابة الرئيسية للقوى المنافسة من أجل توطيد نفوذها فى العديد من المناطق وتحيدها إذا ماتعارضت الرؤية المصرية معهم وهو النهج الذى ظهر بوضوح فى محاولات كثيرة لتحجيم الدور المصرى من قبل القوى الدولية إلا أن الرهان أصبح الآن يحمل وجوها أخرى فى عهد رئيس قوى يحكم مصر حيث تحولت مصر إلى الطرف الفاعل فى المعادلة الدولية بعيدا عن سياسة الرضوخ والإملاءات الآتية من الخارج فنجحت فى تقديم نفسها للعالم باعتبارها قوى مؤثرة فى كافة دوائرها السياسية والدبلوماسية ليس فقط فى الشرق الأوسط ولكن تجاوز منطقة حوض النيل ومناطق أخرى عبر الشراكة الدولية لتتحول مصر إلى منطقة إستقطاب دولى تسعى القوى الدولية بها إلى الشراكة مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة حيث صعدت مصر الآن على الساحة الدولية لتنافس الدول الكبرى لتصبح الجمهورية الجديدة عن حق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى