مقال

الدكرورى يتكلم عن القدوة الحسنة ” جزء 2″

الدكرورى يتكلم عن القدوة الحسنة ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع القدوة الحسنة، ويجب علينا الإقتداء بما جاء به من شرائع وسنن وتقديم أمره صلى الله عليه وسلم، على كل شيء، إذ أن الحب الحقيقي هو الذي يكون فيه المحب تابعا متأسي به في كل شأن، من شؤون حياته لمحبوبة وهو النبى صلى الله عليه وسلم، وإن المؤمن لا يزكو ولا يصلح قلبه، إلا إذا سكنت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، في قلبه، وإن الحديث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث دائم لإنه به الإيمان الصادق، والطريق الحق، وهو حديث ذو شجون يحبه المؤمن، ويحن إليه حتى يعلم حقيقة الإيمان الذي استقر في قلبه، وعندما نتحدث عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، تبرز لنا القمم الشامخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين ضربوا أروع الأمثلة في ذلك الحب العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ولقد قطعوا مراتب المحبة وأقسامها حتى وصلوا إلى أعلى مراتبها بالغين الكمال في ذلك، ولقد امتزجت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، في أجسامهم وأرواحهم، والمقصود بالقدوة الحسنة هو ما يتم اقتباسه من الاخرين من قول او فعل و يقوم الانسان باكتسابه و نقل عنهم بعض هذه الافعال والاقوال غلى حياته الخاصة، حيث ان لكل انسان شخصية ما يعجب بها ويقتبس منها وينقل عنها الافعال والاقوال ويكررها في حياته وبين اقرانه متشبها بتلك الشخصية التي يتخذها هو في الاصل قدوة حسنة، والقدوة الحسنة هى ما تكون من خلال شخص صالح وملتزم ومشهود له بحسن الاخلاق والتزام الصراط المستقيم في كل شي وهذه هى القدوة الحسنة التي تنفع الانسان إذا اكتسب منها اقوال او افعال وإن مبدأ القدوة الحسنة من المبادئ المهمّة جدا ويجب علينا الأخذ به.

 

وأن نعمل جميعا على تطبيقه في تربية أبنائنا، ولقد ترك لنا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إرثا خُلقيا متكاملا كان وما يزال منهجا حياتيا واضحا يحفل بالصور التي فيها مصلحة الفرد والمجتمع معا، وتعني القدوة هنا أن يكون المربي أو الداعي مثالا يحتذى به في أفعاله وتصرفاته، وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عز وجل ” قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه” وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال، قدوة للمسلمين جميعا، والقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام بكل ما يحمله من مبادئ وقيم تدعو إلى الخير وتحث على الفضيلة، وإن أهمية القدوة الحسنة بالنسبة للفرد فإنها من الأشياء الهامة في حياة كل فرد منا، وذلك لان القدوة الحسنة تعمل على دفع حياة هؤلاء الافراد إلى الامام.

 

كما ان القدوة الحسنة هى من تجعل الفرد يمضي قدما في حياته ويحقق ما يحلم به من اهداف وانجازات كما ان القدوة الحسنة هى من ترشد الفرد إلى الطرقة الصحيحة لتحقيق احلامه والوصول إلى أهدافه كما انها تفيده في كيفية اكتساب الاساليب المفيدة التي تجعل من الوصول إلى أهدافه شيئا سهلا وخالي من التعقيد، وعندما يتم التاكد من هذه القدوة الحسنة سيزيد من يتخذونه كقدوة حسنة ويصبح له تأثر كبير في مجموعة من الافراد الذين يكتسبون منه الخبرات والصفات وهنا يصبح مثلا أعلى للكثير من الأفراد و يذيع صيته ويصبح من اهم الشخصيات المؤثرة في حياة الكثيرين، وعلى من يتم اتخاذه قدوة حسنة الحذر والانتباه لكل قول او فعل يصدر عنه لأنه اصبح مؤثرا في الكثير وأن يكون على درجة كبيرة من الانضباط حتى لا يؤثر اي فعل سلبي على حياة هؤلاء الأفراد.

 

ولا يقلل من رصيد محبته وأتباعه في قلوبهم، فإن الهداية نعمة من الله تعالى يرزقها من شاء من عباده ولها أسباب من أخذ بها رزقه الله الهداية ووفقه إليها ومن أسباب الهداية، هو التوحيد، فالتوحيد من أعظم أسباب الهداية فمن وحد الله هدى، فإن من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته أحبه ورجاه وخافه واتقاه وعمل على عبادته وتعظيمه وخشيته وهذه هي الهداية، ومن هدى الله قلبه سجد سجدته بين يديه إلى يوم يلقاه لا ينفك ينتقل من طاعة إلى طاعة لما ذاق من حلاوة السجود، بين يديه عز وجل وصدق من قال “إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة” يعني القرب من الله وتذوق نعيم وحلاوة عبادته فالتوحيد أعظم أسباب الهداية، وأيضا الاعتصام بالله ودعاؤه ورجاؤه على الدوام، ولذلك دعانا الله إلى سؤاله وحثنا على التضرع إليه أن يهدينا إلى الصراط المستقيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى