مقال

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 3″

أن اشكر لى ولوالديك ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أن اشكر لى ولوالديك، فإن أولادكم أمانة فى أعناقكم، فهذه مسئولية، ويالها من مسئولية، عندها تتوارى كل المسئوليات، فالأبوة بمعناها الحقيقى هى العطاء بلا حدود، وهى العطف، وهى الحنان، وهى الرحمة، وهى الشفقة، وهى البذل والتضحية بكل غالى وثمين، وهى النصيحة هى الاهتمام، هى الشعور بمشاعر الأولاد ومعايشة أحزانهم وأفراحهم وحوائجهم، فالأبوة فى خصالها السامية لم ولن تعادلها مسئولية قط، ولم لا ؟ وأنت تبنى جيلا الآن يصبح صرح أمة التوحيد الشامخ غدا، يصبح صاحب الكلمة غدا، يصبح رافع راية لا إله إلا الله غدا، ما أسماها من مسئولية، وما أرفعها من مكانة، فكن لابنك كما كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأولاده، ياله من أب جمع كل حسنات فى التربية.

 

وكوني أيتها الأم كما كانت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، ولن يقع عاتق المسئولية جمعاء على البيت فقط، فالمدرسة لها دور فى صناعة جيل الأمة حامل الراية غدا، والإعلام له دور خطير فى توجيه النشىء، فليتقى الله كل مسئول فى فلذات أكبادنا فإن الإعلام سلاح خطير ومهم فى تعليم أبنائنا الأخلاق العالية والمثل السامية إذا أحسن استغلاله وسلاح مدمر للفرد والأسرة والمجتمع إذا أسىء استغلاله فإن الكثير من وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة تعزف على وتر الجنس وعلى وتر أخلاق الغرب التى تصطدم بديننا الحنيف وتقاليدنا العريقة وبعض هذه الوسائل تعزف على وتر التحرر، ولذا أصبح الولد ينظر إلى أبيه المحافظ صاحب الأخلاق والفضائل نظرة احتقار، نظرة ازدراء، نظرة سخرية، هكذا أشرب فى قلبه.

 

أن كل من يتمسك بالأخلاق الفاضلة، فهو رجل رجعى فلا غرابة أن تجد ولدا يقول لأبيه أنت رجل رجعى لا تعيش عصرك، أنت لا تعيش زمانك، إنكم مازلتم تعيشون فى مجاهل القرون الماضية، فإن العزف بصورة واضحة على نغمة التحرر، جعل الأبناء يتمردون على كل شيء، على سلطة الأسرة، على سلطة الوالدين، بل وتمرد الأولاد أخيرا على سلطة الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعلى القائمين على الإعلام أن يتقوا الله، وأيضا على المدارس ومناهج التعليم وكل المسئولين عن دفة التعليم مسئولية كبيرة، فهم يبنون عقول نشىء، وانظر إلى من يبنى عقلا، هذا العقل سوف يكون مستقبلا قائدا للأمة أو طبيبا أو مهندسا أو معلما وغير ذلك من حماة الوطن فانظر كيف يُبنى هذا العقل ؟ إن لم يُبن على أسس وقواعد وأخلاق وغايات وقيم ومبادىء قرآنية محمدية.

 

فكيف يكون هذا العقل مستقبلا؟ والله إن لم نربى أولادنا على مناهج ربانية محمدية فسوف نجنى أسوأ الثمار، بل سوف نجنى أشواك تجرحنا قبل الآخرين، وتؤذينا قبل الآخرين، فاعلموا أيها المسئولون عن التعليم أن جزء كبيرا جدا من دفة المسئولية موضوع فى أيديكم فاتقوا الله فيه، فإن المدرسة أب ثانى وأم ثانية لنشىء هو قرة أعيننا وقرة أعينكم قبلنا، فإن ما نسمع الآن من تطاول الطالب على مدرسه ليدمع العين دما، لذا يجب أن تعود المدرسة من جديد إلى دورها الريادى فى التربية قبل أن تعلم أبناءنا العلم، وإن ما نسمع من أخلاق البنات فى مدارس البنات ليستحى اللسان أن يتلفظ به، فقد أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس، فقد أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

عن وقوع متابعة أمته للأمم السابقة من اليهود والنصارى والفرس، وليس هذا بلا شك من المدح لفعلهم هذا بل هو من الذم والوعيد، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن؟ رواه البخارى ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع ، فقيل يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ومن الناس إلا أولئك ؟ رواه البخارى، وإن معنى أخذ القرون هو المشي على سيرتهم، وقد تابع جهلة هذه الأمة ومبتدعتها وزنادقتها الأمم السابقة في عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم وهيئاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى