مقال

فاطمة بنت الزبير.

فاطمة بنت الزبير.

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الحديث عن الصحابيات الجليلات هو حديث مؤثر وشيق وجميل، وإنه حديث يسر النفوس والعقول، فلو ذكرنا الزوجات الوفيات كانت من أولات السبق، وإن تحدثنا عن السبق إلى الإيمان كانت من الأوائل، وإذا تحدثنا عن أهل العبادة والطاعة لله تعالى، وجدناها عابدة قانتة، وإن صمود صحابيات النبي صلى الله عليه وسلم، في كل مجال للجهاد أكبر من أن نحاول إبرازه من خلال هذه السطور، ولكن يكفينا أن ننوه إلى صبرهن وصمودهن وحبهن للتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق كلمة وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كلفهن حياتهن وحياة أزواجهن وأبنائهن، وحتى كانت المرأة لا يهمها من الأمر شيء سوى انتصار الدعوة الإسلامية.

 

والمحافظة على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبشرية جمعاء وهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فلا يهم، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم، كما قال له الصديق في هجرته حينما كان يتحسس غار حراء خوفا عليه صلى الله عليه وسلم أنا فرد، وأنت أمّة يا رسول الله، ومعنا صحابيه من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومصادر الشيعة تقول بأنها هاجرت من مكة إلى المدينة المنورة برفقة الإمام علي بن أبي طالب، والشيعة هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين، وهم الذين عرفوا تاريخيا بشيعة الإمام علي، أو أتباع الإمام علي بن أبي طالب.

 

وغالبا ما يشير مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددا، ويرى الشيعة أن الإمام علي بن أبي طالب، هو وأحد عشر إماما من ولده من زوجته السيدة فاطمة الزهراء، هم أئمة مفترضو الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويطلقون عليهم اسم الأئمة أو الخلفاء الذين يجب اتباعهم دون غيرهم طبقا لأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الأحاديث مثل حديث المنزلة، وحديث الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر، وحديث الثقلين المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنصوص مختلفة والذي يستدلون به على غيرهم .

 

وذلك من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف الإسلامية التي تنكر الإمامة وهو كالتالي”إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما” فهذه هى إعتقادات الشيعه ولكن النبى صلي الله عليه وسلم قال فى ذلك الحديث تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدى أبدا ” كتاب الله وسنتى ” أى سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وأما عن السيدة فاطمه بنت الزبير كان أبوها، هو الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة.

 

بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد، والزبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، هو كبير بني هاشم بعد أبيه وسيدهم في حرب الفجار، وقد ساهم في إنشاء حلف الفضول، وهو دليل على نقاءه وسعيه في نشر الفضيلة والحق والعدل، وحلف الفضول هو أحد أحلاف الجاهلية الأربعة التي شهدتها قريش، وقد عقد الحلف في دار عبد الله بن جدعان التيمي القرشي وهو أحد سادات قريش وذلك بين عدد من عشائر قبيلة قريش في مكة، بعد شهر من انتهاء حرب الفجار بين كنانة و قيس عيلان، وقد توافق عليه بنو هاشم وبنو تيم وبنو زهرة حيث تعاهدوا فيه على أن لا يظلم أحد في مكة إلا ردوا ظلامته، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وهذا الحلف قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، وله من العمر عشرين سنة، وقال عنه لاحقا ” لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت ” وكان سبب إنشاء حلف الفضول هو أنه أتى رجل من زبيد خرج بتجارة فاشتراها منه العاص بن وائل وكان ذا قدر بمكة وشرف فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف لعقة الدم وهم عبد الدار ومخزوم وجمح وسهم وعدي، فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه، فصعد الأسدي جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة ونادى بأعلى صوته يا للرجال لمظلوم بضاعته، ببطن مكة نائي الدار والنفر، ومحرم أشعث لم يقض عمرته.

 

ويا للرجال وبين الحجر والحجر، إن الحرام لمن تمت كرامته، ولا حرام لثوب الفاجر الغدر، والزبير بن عبد المطلب، هو أكبر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أدركه النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه قد بعثه أبوه عبد المطلب إلى يثرب ليمرّض أخاه عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكث عنده حتى حضر وفاته ودفنه ولم يدرك البعثة النبوية، وقد تزوج عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، ومن أبنائه، هو الصحابي عبد الله بن الزبير المطلبي، وضباعة بنت الزبير، وأم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب، فالسيده فاطمه بنت الزبير، هي بنت عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وقيل بأنها هاجرت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة برفقة إبن عمها الإمام علي بن أبي طالب ومعها فاطمة الزهراء بنت النبى صلى الله عليه وسلم، وزوجة الإمام على، وفاطمة بنت أسد وأم ايمن السيده بركة، وزاد بعضهم وقيل ومع فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب وفاطمة بنت عتبة، والهجرة النبوية هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة، بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبي طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت في عام الرابع عشر للبعثة.

 

وتم اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقية الصحابة في زمن خلافته، واستمرت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة إلى المدينة واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة، حتى فتح مكة فى العام الثامن من الهجره، وهكذا كانت المرأة الصحابية فقد اختلفت عن غيرها من نساء عصرها، حيث شهدت المرأة الصحابية في عصر النبوة تباشير التحول الكلي في التشريعات والعلاقات والمعاملات فيما بين المرأة والرجل، بل شهدت تأريخا جديدا محا قواعد باطلة، وأرسى قواعد غيرها صافية، ويقول فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه “والله، إنا كنا في جاهلية ما نعير للنساء أمرا، حتى أنزل الله تعالى، فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى