مقال

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 1″ 

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 1″

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، أبو عبد الله، بن عم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأخو الإمام علي بن أبى طالب، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ممن يمتازون بالشجاعة والإقدام، ولكن منهم من كان هذه الصفات جزءا أساسيا من شخصيته حتى إنه أصبح يوصف به، ومن هؤلاء الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، الذي لقب بجعفر الطيار، فهو جعفر بن أبي طالب، شقيق الإمام علي بن أبي طالب لأبويه، وابن عم للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويُقال إنه كان أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم خَلقا وخُلقا، وهو ما روى عن الإمام علي بن أبي طالب أن النبي صلي الله عليه وسلم قال “وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي”

 

وكان يلقب بجعفر الطيار، وقد هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر، إثر أخذها، فأقام بالمدينة أشهرا، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك فاستشهد، وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا بقدومه، وحزن والله لوفاته، وكان جعفر الطيار رضي الله عنه من السابقين الأولين والمهاجرين الصادقين، فقد أسلم ثم هاجر مع جماعة من المسلمين إلى الحبشة، ومكثوا فيها عند ملكها النجاشي، ثم هاجر جعفر إلى المدينة المنورة يوم فتح خيبر، فكانت له هجرتان، هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، وآخى الرسول صلي الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري، وقد روى عنه ابن مسعود وعمرو بن العاص وأم سلمة وابنه عبد الله حديج بن معاوية عن أبي إسحاق.

 

عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود، قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ثمانين رجلا أنا وجعفر، وأبو موسى وعبد الله بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية، فقدما على النجاشي فلما دخلا سجدا له وابتدراه فقعد واحدا عن يمينه، والآخر عن شماله، فقالا “إن نفرا من قومنا نزلوا بأرضك، فرغبوا عن ملتنا” قال “وأين هم؟” قالوا “بأرضك” فأرسل في طلبهم، فقال جعفر “أنا خطيبكم فاتبعوه” فدخل فسلم، فقالوا “مالك لا تسجد للملك؟” قال “إنا لا نسجد إلا لله” قالوا “ولم ذاك؟” قال “إن الله أرسل فينا رسولا، وأمرنا أن لا نسجد إلا لله، وأمرنا بالصلاة والزكاة” فقال عمرو “إنهم يخالفونك في ابن مريم وأمه” قال “ما تقولون في ابن مريم وأمه؟” قال جعفر ” نقول كما قال الله عز وجل.

 

” روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر” قال فرفع النجاشي عودا من الأرض، وقال “يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ما تريدون ما يسوؤني هذا، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى في الإنجيل، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته، فأكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضئه” وقال “انزلوا حيث شئتم” وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما، قال وتعجل ابن مسعود فشهد بدرا، وعن أم سلمة قالت لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان هو في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

” إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحدا عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا ” فخرجنا إليه أرسالا حتى اجتمعنا، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا ، وقال الشعبي تزوج الإمام علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس فتفاخر أبناؤها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما “أبي خير من أبيك” فقال علي “يا أسماء اقضي بينهما؟” فقالت “ما رأيت شابا كان خيرا من جعفر، ولا كهلا خيرا من أبي بكر” فقال علي “ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير هذا لمقتك” فقالت “والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار” وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال “عليكم زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فابن رواحة ” فوثب جعفر، وقال “بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا عليَّ” قال ” امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى