مقال

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 2″ 

الصحابي جعفر بن أبى طالب ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع الصحابي جعفر بن أبى طالب، فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادي الصلاة جامعة، فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم عن جيشكم؟ إنهم لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء جعفر فشد على الناس حتى قتل، ثم أخذه ابن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا، ثم أخذ اللواء خالد، ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه ” فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال ” اللهم هو سيف من سيوفك فانصره ” فيومئذ سمي سيف الله، ثم قال ” انفروا فامددوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد ” فنفر الناس في حر شديد، وقال ابن إسحاق “وهو أول من عقر في الإسلام” وعن نافع عن ابن عمر قال “فقدنا جعفر يوم مؤتة، فوجدنا بين طعنة ورمية بضعا وتسعين، وجدنا ذلك فيما أقبل من جسده”

 

وعن نافع أن ابن عمر قال “جمعت جعفر على صدري يوم مؤتة فوجدت في مقدم جسده بضعا وأربعين من بين ضربة وطعنة” وعن أسماء قالت ” دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم، وذرفت عيناه، فقلت “يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء؟” قال ” نعم، قتل اليوم ” فقمنا نبكي ورجع فقال ” اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحزن” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا في الجنة، مضرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة ” وعن أبي هريرة مرفوعا ” رأيت جعفرا له جناحان في الجنة ” ويُقال عاش بضعا وثلاثين سنة رضي الله عنه،

 

وعن الشعبي قال “لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر تلقاه جعفر، فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبَّل بين عينيه وقال ” ما أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ” وفي رواية فقبل ما بين عينيه وضمه واعتنقه” وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها فاختصم فيها هو وجعفر وزيد فقال علي بن أبي طالب ابنة عمي وأنا أخرجتها، وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي، فقضى بها لجعفر، وقال “الخالة والدة” فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم دار عليه، فقال ” ما هذا؟ ” قال “شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم” ولقب كذلك جعفر رضي الله عنه بلقب أبو المساكين، وقد قيل أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان يحب المساكين.

 

ويُحسن إليهم ويخدمهم، حتى سُمي أبا المساكين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ” إن كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية وهي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا، فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها، فنلعق ما فيها ” وقال أبو هريرة رضي الله عنه أيضا ” كان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم، ويخدمهم ويخدمونه، فكان رسول صلي الله عليه وسلم يكنيه أبا المساكين، وكان ابن عمر إذا سلم على عبد الله بن جعفر، قال “السلام عليك يا ابن ذي الجناحين” وعن أم سلمة في شأن هجرتهم إلى بلاد النجاشي، وقد مر بعض ذلك، قالت “فلما رأت قريش ذلك اجتمعوا على أن يرسلوا إليه”؟

 

فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، فجمعوا هدايا له ولبطارقته، فقدموا على الملك، وقالوا إن فتية منا سفهاء فارقوا ديننا ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه، ولجؤوا إلى بلادك فبعثنا إليك لتردهم، فقالت بطارقته “صدقوا أيها الملك” فغضب، ثم قال “لا لعمر الله لا أردهم إليهم حتى أكلمهم، وقوم لجؤوا إلى بلادي، واختاروا جواري” فلم يكن شيء أبغض إلى عمرو وابن أبي ربيعة من أن يسمع الملك كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم، وكان الذي يكلمه جعفر بن أبي طالب، فقال النجاشي “ما هذا الدين؟ قالوا “أيها الملك كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم والدماء، فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف وفاءه وصدقه، وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي ونصوم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى