مقال

سيد الشهداء الحسين بن علي ” جزء 1″

سيد الشهداء الحسين بن علي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، هو أبو عبد الله القرشي الهاشمي السبط الشهيد بكَربلاء، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وريحانته من الدنيا، وقد ولد الحسين سنة أربع من الهجرة، وله من الولد، علي الأكبر، وعلي الأصغر، والعقب، وجعفر، وفاطمة، وسكينة، وقد ولد الحسين بن علي في اليوم الثالث من شهر شعبان لعام أربعة من الهجرة، وهو سبط النبي الكريم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الإسلام وحفيده ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، وهو خامس أصحاب الكساء، وكنيته أبو عبد الله.

 

وهو الإمام الثالث لدى المسلمين الشيعة، وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار”

 

وسارع النبي صلى الله عليه وسلم يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثرا فيرفعه معه على منبره، وكل ذلك ليدل على منزلته ودوره في مستقبل الامة، ووصّى النبي صلى الله عليه وسلم، الإمام علي برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له أبا الريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك، فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام عليّ هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت السيدة فاطمة الزهراء قال الإمام علي بن ابي طالب هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولد الحسين في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين.

 

وهو الذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين، وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين، فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله، وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع راسه شمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، فتظاهر يزيد بالحزن عليه، حتى إنه لم يقتص من قتلة الحسين، بل أكرمهم وولاهم أمور المسلمين.

 

ودفن جسده في كربلاء، واختلف في الموضع الذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه، وكان مقتله يوم العاشر من شهر محرم سنة واحد وستون من الهجرة الموافق العاشر من شهر أكتوبر سنة ستمائة وثمانون ميلادي، ويسمى بعاشوراء وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة، وقد رُويت أحاديث عديدة تدل على فضله وتعلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم به وبأخيه الحسن، منها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هما ريحانتاي من الدنيا” يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني” يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يصلي المريض قائما إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجله مما يلي القبلة” وعن أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى