مقال

الطفل ريان هو رسالة من رب البشر للبشر .

الطفل ريان هو رسالة من رب البشر للبشر .

 

بقلم : مها السبع

 

حقا الإنسانية ليس لها وطن أو عنوان بل تجري مجرى الدم في الإنسان

دليل هذا ما حدث في الواقعة المأساوية للطفل المغربي ريان عالق الصحراء أثناء سقوطه في قاع البئر عند ذلك قد أصطفت صفوف البشر من أنحاء العالم بدعاء واحد وتمني واحد لرب الكون الواحد

وجسد لنا المشهد كما لو كان يوم الحشر الجميع في عنق الزجاجة مختنق يشعر أن خروج هذا الطفل من ظلمات الضيق إلي النور هو آيضا فرج لهم من الله

ولكن قد مات الصغير وصعد من قاع الأرض لعنان السماء وأحزن القلوب وتباكى له العالم أجمع من الشرق للغرب بعد خروجه من البئر بدقائق معدوة مابين لحظات الفرح والحزن ومحاولات مميته لإنقاذه أستمرت الخمس أيام وهو في ظلمات الجب ورهبة الوحشة و إرادة الله فوق كل شيئ وقدره

 

وهنا السؤال

 

كيف لو مات الصغير لحظة السقوط مباشرة بالبئر أعتقد أنه كان سيصبح خبر فقط في منشتات والجرائد بقسم الحوادث والإعلام العربي ويمر مرور الكرام

ولكن عزيزي القارئ

دعنا نقف هنا قليلا

إنها كانت رسائل من رب البشر للبشر

لأنه قد أشتاق لدعاء الملايين بصرخات من الوجع بعد بغفلة

يعد نوع من أنواع تجدد العهد والأخوة والوحدة بين دول العالم

أرادا الله أن يرى العالم مشاهد الطفل ريان وهو يتحرك قليلا لا حول له ولا قوة وعيوننا تدمع عليه كما لو كان يقول للمخترعين وما وصلت له التكنولوجيا في هذا العصر والمتجبرين والمتكبرين والمنصرفين عن الدعاء له

هاهو طفل صغير في بئر عميق هيا أوضعوا علمكم وما أوتيتم به وهنا جاء الجواب بالعجز والحسرة ووقوف الملايين عند البئر مكتوف الأيدي و جميع ما يشاهدونه

ولكن من رحمة الرحمن قدر أنه يخرج دونا وقوع البئر عليه لتحضتنه أمه

اجعلوا الدنيا هي البئر الذي نعيش به واعملوا ليوم اللقاء بإنتقاء

وداعا ملاك الجنة ريان المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى