مقال

نبي الله إسحاق عليه السلام ” جزء 3″

نبي الله إسحاق عليه السلام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع نبي الله إسحاق عليه السلام، وقد ذكره الله في القرآن الكريم بأنه غلام عليم وانه من المصطفين الأخيار، وانه من أولي الأيدي والأبصار وانه من الأئمة الذين يهدون بأمر الله وانه من أنبياء الله الصالحين وجعله الله رسولا نبيا ومن نسله نبى الله يعقوب، ومن نسل يعقوب جاء نبى الله يوسف والأسباط، وقد ورد في الكتاب المقدس لليهود أن ذبيح الله في قصة النبي إبراهيم عليه السلام هو إسحاق وليس إسماعيل، ومن هنا قالوا بفضل إسحاق على إسماعيل، ولكن ذهب إلى ذلك بعض أهل السنة أيضا، ولكن الشيعة اختاروا أن ذبيح الله هو نبى الله إسماعيل عليه السلام لاستنادهم إلى الآية الكريمة من سورة الصافات، والآية الكريمه من سورة هود، فإن البشارة بولادة إسحاق نتيجة لتضحيات النبي إبراهيم عليه السلام.

 

فهي تأتي بعد قصة الذبح، مضافا إلى أن البشارة بالنبوة تعني بقاء الشخص فلا تتناسب مع قضية الذبح، ولمّا اقترب نبى الله إسحاق عليه السلام من الوفاة فقد أمره الله تعالى بأن يستودع ابنه يعقوب وجميع ودائع النبوة والمواريث، ففعل ذلك، وكان عمره حين وفاته مائة وثمانون سنة، وقد دفن في بيت المقدس، وقد ذكر القرآن الكريم في سورة هود بشارة ولادة إسحاق عليه السلام لأبويه قبل ميلاده، وكما ذكر قصة مولده في سورة الحجر وسورة الذاريات غير أنه لم يذكر اسمه في هاتين الآيتين، وقد تكرر اسم نبى الله إسحاق في القرآن الكريم سبعة عشر مرة في عدد اثنى عشر سورة، وقد وصلت إلى إسحاق النبوة بعد وفاة أخيه إسماعيل عليه السلام وكان جميع الأنبياء بعده من ذريته إلا رسول الله محمد بن عبد الله صلی الله عليه وسلم فهو كان من ذرية نبى الله إسماعيل عليه السلام.

 

وقد دلت ثماني آيات من القرآن الكريم بشكل مباشر أو غير مباشر على نبوة إسحاق عليه السلام، فبعض الآيات صرحت بنبوته، والبعض الآخر تحدثت عن نزول الوحي عليه، والكتب السماوية على أولاده، وقد أمرت بعض الآيات باتباعه، وقد ذكرت بعضها تسلمه الكتاب والحكم، وقد ذكر القرآن الكريم أن نبى الله إسحاق كان على دين أبيه إبراهيم الخليل عليه والسلام، وهو الدين الحنيف الذي بني على التوحيد، وإن نبى الله اسحق هو ابن إبراهيم من زوجته سارة، وكان هو الطفل الوحيد الذي رزقا به وحدهما وكان إبراهيم طاعنا بالسن، وقد ختن إبراهيم عليه السلام ابنه اسحق عندما أصبح عمره ثمانية أيام فقط، وقد أقام الخليل إبراهيم عليه السلام وليمة كبيرة عندما فطم اسحق عليه السلام.

 

وقد اختارت له السيدة سارة اسم إسحاق لأن الملاك وعدها بأنها ستصبح أٌما، وكانت سارة آنذاك طاعنة بالسن، ولا تستطيع الإنجاب، لذلك ضحكت عندما سمعت بذلك، وعندما ولد الطفل قالت سارة ” لقد أَضحكني الرب وكل من يسمع هذا الأمر يضحك معى” وقد أرضعت سارة ابنها إسحاق عليه السلام ولم تدع إسماعيل يكون الوريث لإبراهيم مع ابنها إسحاق، لذلك طلبت من إبراهيم عليه السلام أن يخرج هاجر وابنها إسماعيل من بيته، وعندما وصل إسحاق سن الأربعين من العمر، أرسل نبى الله إبراهيم عليه السلام خادمه إلى بلاد ما بين النهرين ليختار لابنه إسحاق زوجة من لابان الذي هو من عائلة زوجته السيدة سارة، وتم إرسال رفقة لتكون زوجة لاسحاق عليه السلام، ولكنها كانت عاقرا، ولذلك صلى نبى الله اسحاق عليه السلام.

 

لكي يمن الله زوجته رفقة نعمة الحمل، فقيل أنها حملت رفقة بتوأم، عيسو ويعقوب، ففضل اسحق عيسو، ولكن رفقة فَضلت يعقوب، وبعد عدة سنين، حدث جوع في البلاد، فرحل اسحق إلى مدينة جرار، حيث أبيمالك كان ملكا، وقد ادعى اسحق بأن رفقة هي أخته، ولكن أبيمالك كَشف مكر نبى الله اسحاق، وقد أصبح اسحاق غنيا جدا، وكانت قطعانه تزداد أكثر وأكثر، وكان شعب مدينة جرار حسودين، حيث ردموا جميع الآبار التي حفرها عمال أبيه إبراهيم عليه السلام في أيامه، فأنصرف اسحاق من هناك ووضع خيامه في وادي جرار، وأقام هناك، وأعاد اسحاق حفر آبار المياه التي كان قد تم حفرها أيام أبيه إبراهيم الخليل، وتم ردمها، وقد واجه اسحاق مشاكل وصعوبات أخرى، وبعدها ذهب نبى الله اسحاق إلى بئر سبع وثبت مسكنه هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى