مقال

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 7″

المرأة في زمن الجاهلية والإسلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع المرأة في زمن الجاهلية والإسلام، فبنظرة إلى وضعية المرأة في الإسلام ووضعيتها في زمن العولمة نقف على أن الإسلام راعى جميع ما ينفع المرأة، معتبرا المحافظة عليها وصيانتها من أيدي العابثين مطلبا شرعيا، حاثا على المحافظة عليها وإكرامها وعدم الإساءة إليها، فهلا عدنا إلى النبع الصافي ومنهج السماء، بعيدا عن التقدم المرذول والتحضر الممقوت، فهو وحده الذي يعلم ما يضرنا وما ينفعنا، ولقد أوضح الإمام ابن كثير أن الإسلام رفع مكانة المرأة، وأعلى منزلتها، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، وأشار ابن كثير إلى بعض صور وعادات وأحكام الجاهلية التي فيها ظلم وهضم لحقوقها كالحرمان من الميراث والصداق، أو الإضرار بها كعضلها.

 

وتطويل عدتها، والبغي عليها، ونحو ذلك من صور الظلم والإهانة للمرأة واحتقارها، وأن الإسلام ضمن لها حقوقها المشروعة كحق الصداق والنفقة والسّكنى، وحق العشرة، وحق التصرف المالي، وحماها من الممارسات الظالمة، والأساليب الجائرة، وقال رحمه الله عند تفسير الآية الكيمة من سورة البقرة ” ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا” بأن هذا أمر من الله عز وجل للرجال إذا طلق أحدهم المرأة طلاقا له عليها فيه رجعة أن يُحسن في أمرها إذا قضت عدتها، ولم يبق منها إلا مقدار ما يمكنه فيه رجعتها، فإما أن يمسكها أي يرتجعها إلى عصمة نكاحه بمعروف، وهو أن يشهد على رجعتها، وينوي عشرتها بالمعروف، أو يسرّحها أي يتركها حتى تنقضي عدتها، ويخرجها من منزله بالتي هي أحسن.

 

من غير شقاق ولا مخاصمة، ولا تقابح، وقال ابن عباس رضي الله عنهما كان الرجل يطلق المرأة، فإذا قارب انقضاء العدة راجعها ضرارا، لئلا تذهب إلى غيره، ثم يطلقها فتعتد، فإذا شارفت على انقضاء العدة طلق، لتطول عليها العدة، فنهاهم الله عن ذلك، وتوعدهم عليه، فقال تعالي كما جاء في سورة البقرة ” ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسة” أي بمخالفته أمر الله عز وجل، وقال رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة البقرة ” ولا تتخذوا آيات الله هزوا” وهو وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب على الأشعريين، فأتاه أبو موسى فقال يا رسول الله، أغضبت على الأشعريين؟ فقال “يقول أحدكم قد طلقت، قد راجعت، ليس هذا طلاق المسلمين طلقوا المرأة في قبل عدتها”

 

وقال مسروق هو الذي يطلق في كنهه، ويضار امرأته بطلاقها وارتجاعها لتطول عليها العدة” وقال شيخ الإسلام بن كثيرعند تفسير الآية الكريمة من سورة الطلاق ” وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن” وذلك أي بمعني احفظوها واعرفوا ابتداءها وانتهاءها، لئلا تطول العدة على المرأة فتمتنع من الأزواج، فيقول تعالي ” واتقوا الله ربكم” أي في ذلك، وقوله تعالي ” لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن” أي بمعني في مدة العدة، وذلك لأن لها حق السكنى على الزوج ما دامت معتدة منه، فليس للرجل أن يخرجها، ولا يجوز لها أيضا الخروج لأنها معتقلة لحق الزوج أيضا” وغير ذلك من الحقوق الكثيرة التي كفلها الإسلام للمرأة، وكما أنصفها من صور الظلم والبغي والعدوان عليها.

 

ويقول رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء ” فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا” ومعني ذلك أنه تهديد للرجال إذا بغوا على النساء في غير سبب، فإن الله العلي الكبير وليهن، وهو ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن” ولذا يؤكد شيخ الإسلام ابن كثير على أهمية احترام المرأة، ومعاملتها بالتي هي أحسن، والتلطف معها ومؤانستها، كما هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مع نسائه، فيقول رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء ” وعاشروهن بالمعروف” وذلك بمعني طيّبوا أقوالكم لهن، وحسّنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل بها أنت مثله، كما قال تعالى في سورة البقرة ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى