مقال

القائد الأموي الوليد بن هشام المعيطي ” جزء 1″

القائد الأموي الوليد بن هشام المعيطي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومع الخلافة الأموية وخلفاء الدولة الأموية، ومع قائد أموي قد عاصر الخلافة الأموية وكان له فيها إنجازات تاريخيه لا تنسى، ألا وهو القائد الوليد بن هشام المعيطى، وهو أبو يعيش الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو تابعي ومُحدث من الثقات، وهو قائد أموي، وأيضا هو أحد قادة الحروب الإسلامية البيزنطية، وهو والي جند قنسرين في عهد الخليفة الأموى الراشد عمر بن عبد العزيز، وأما عن كونه تابعى، فالتابعين في التاريخ الإسلامي هم شخصيات إسلامية لم تعاصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن عاشت في فترة لاحقة بعد وفاته في القرن الأول والقرن الثاني الهجري، أو عاشت في فترته ولم تراه وإنما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها فتعلمت الحديث من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

 

وعلمته إلى غيرها وكانوا من الذين يتبعون سنن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وأما عن كونه محدث، فالمحدث هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها، ومن أبرزهم هم الإئمة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومالك بن أنس وغيرهم الكثير والكثير، وأما عن كونه من بنى أميه، فبنو أمية هم إحدى فروع قبيلة قريش الكنانية، وكانوا من أهم الأفخاذ ذات السيادة والنفوذ في مكة، وهم أول أسرة مسلمة حاكمة في تاريخ الإسلام، وقد حكموا الدولة الأموية وعاصمتها دمشق، وأسسوا لهم دولة في الأندلس عاصمتها قرطبة، وأما عن جند فلسطين، فهو أحد أجناد بلاد الشام في عهد الخلفاء الراشدين، وكان ذلك بعد أن تم فتح بلاد الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، قسمت الشام إلى مقاطعات عدة.

 

وقد سميت كل منها جُندا وهي تعني المحافظات العسكرية، وكان جند فلسطين، هم أحد خمسة أجناد تابعة لولاية الشام، وكانت الأجناد الأربعة الأخرى جند الأردن وجند حمص وجند دمشق وجند فلسطين، وكان هذ الجند الأكبر مساحة بين أجناد الشام وضم مناطق الشام الشمالية وصولا إلى الثغور الشمالية والجزرية، وأما عن الحروب الإسلامية البيزنطية التى أشترك فيها القائد الأموى الوليد بن هشام، فهى كانت سلسلة من الحروب بين المسلميين متمثليين في دولة الخلافة والدولة الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية بين القرنين السابع الميلادي والثاني عشر الميلادي وهذه بدأت خلال الفتوحات الإسلامية الأولي في إطار الخلفاء الراشدون والخلفاء الأمويون، واستمرت في شكل صراع دائم على الحدود وهى الأراضى، حتى بداية الحروب الصليبية.

 

وكان نتيجة لذلك، فإن البيزنطيين في الإمبراطورية الرومانية أو الروم، قد بلغت خسائر واسعة في الأراضي، وكان النزاع الأساسى استمر طويلا حتى كان منتهيا بالحصار الإسلامي الثانى للقسطنطينية الذي أوقف التوسع السريع للإمبراطورية العربية في الأناضول، ومع استمرار الصراعات، فإن احتلال الأراضي الإيطالية الجنوبية التي وقعت تحت نفوذ قوات الدولة العباسية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين لم تكن ناجحة كما هو الحال في إمارة صقلية، مع ذلك، تحت سيطرة حقبة المقدونيين فقد أحرز البيزنطيون مكاسب على الارض في الشام ومع تقدم الجيوش البيزنطية سلفا أصبحت تهدد القدس إلى الجنوب، وفي الشمال إمارة حلب وجيرانهم أصبحوا خدما للبيزنطيين في شرق البلاد، حيث كان التهديد الأكبر كان للدولة الفاطمية في مصر.

 

حتى صعد السلاجقة وعكست كل تلك المكاسب اندفاع الدولة العباسية للحصول على مكاسب إقليمية في عمق الأناضول، و قد أدى هذا إلى أن الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس قد طلب العون العسكرى من البابا أوربان الثاني في مجلس بياتشينزا وهذه واحدة من الأحداث التي وقعت في كثير من الأحيان تعزى كمقدمات إلى الحملة الصليبية الأولى، وكان القائد الأموى الوليد بن هشام، هو حفيد الوليد بن عقبة، وهو من نسل أبي معيط من بني أمية، والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو اسم أبي معيط، أبان بن أبي عمرو، وأما عن أمه فهى السيده أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهي أيضا أم عثمان بن عفان، فالوليد بن عقبه، هو أخو عثمان بن عفان لأمه، وقد أسلم يوم الفتح، وهو فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة، ويكنى الوليد أبا وهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى