مقال

شرف الكلمة وأمانتها..

شرف الكلمة وأمانتها..

 

بقلم /السيد شحاتة

 

بداية نبدأ بحديث الرسول الكريم (سأل معاذ بن جبل الرسول يارسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال صل الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)

 

فالكلمة نوعان إما كلمة طيبة وإما كلمة خبيثة فالكلمة الطيبة لاتكلف أيا منا شيئا فما هي إلا فعل بسيط يصدر عنك أيها الإنسان لن يكلفك ولن يجهدك شيا بل ستؤجر عليه وإن قولتها فهي كمفعول السحر

 

بها هدي الكثير من البشر للخير ولعبادة الله بها نطرب عند سماعها وتسر بها القلوب وتؤلف بينها بل تحتل بالكلمة قلوبا قد تحجرت وتخترق بها آذنا سدت وبها تفتح أبواب الخير ونمحو بها غبار الحقد والكراهية

 

بالكلمة الطيبة تستطيع بها إنقاذ إنسان يتيم غارق في دموع اليأس وبها نطفئ شموع الحقد وبها نصنع المعجزات

 

بعكس الكلمات الخبيثة التي تبث السموم في أي مجتمع وتسقط في قلوب الناس كسهام قاتلة تنتشر بها مشاعر الكراهية والبغضاء بين الناس فتؤدي لإنحراف المجتمع وضلاله فالكلمة السيئة تؤذي ولو ألبستها وشاح المزاج بعكس الكلمة الطيبة تسعد حتي ولو كانت مجاملة

 

ولابد وان نعلم جميعا أن الكلمة سلاح ذو حدين إن أحسن الناس إستخدامها تعود عليهم وعلي المجتمع بالنفع وقد قيل مقتل الرجل بين فكيه فالكلمة ليست بالشيء الهين الذي نتلفظ بها فنهملها أو تودع في عالم النسيان ولكنها ذات شأن عظيم إذا ما علمنا قوتها ومعناها وتأثيرها

 

فهي ميثاق شرف فكم من كلمات رفعت أشخاص وأهلكت آخرين فقد يموت الإنسان ولكن لا تموت كلماته ويبقي تأثيرها بين الناس

 

بل بالكلمة علي مدار التاريخ فتحت بلادا وهزمت جيوشا أماتت إنسانا وأحيت آخر

 

فكثيرا ما يتعرض الإنسان منا لمواقف متعددة يتطلب منه فيها إلقاء كلمة وهنا لنا وقفة

 

ماذا يمكن أن نقول وعن ماذا نتكلم وهل المسألة كلمات تلقي علي مسامع الحاضرين وينتهي تأثيرها بإنتهائها ؟ أم أننا مؤاخذون عليها وعما يصدر منا ؟وما قد تحدثه من أثر على من يسمعها ؟

 

فلاشك فهي مسؤولية الكثيرين منا لا يدركون مخاطرها والقليلون من يعرفون أمانتها وهل الهدف منها مصلحة عامة وخير وتعمير للحياة ؟ أم كانت نفاقا وتضليلا وتزييفا للوعي وتخريبا لعقول مستمعيها ؟

 

ولنعلم جميعا أن كلمة الحق ثابته لاتزعزعها الأعاصير ولاتعصف بها رياح الباطل ولاتقوي عليها معاول الهدم

 

وأخيرا أين نحن منها في حياتنا وماهي مسئوليتنا عما تتفوة به ألسنتنا فهي قد تكون حادة كالسكين تنغرز في أعماق النفس وتجرح بقوة فتزيد المعاناة وتترك بصمة في الذاكرة من الصعب أن تزول بمرور الزمن وقد تكون بلسما للشفاء وإلتئام الجروح

 

فعلينا جميعا إعادة النظر في كلماتنا وننتقي منها مايعود علينا وعلي الآخرين بالنفع والخير ولننتبه لكلماتنا فلا نطلقها غير آبهين بها فكل منا ينطقها فتتساقط علي المسامع لاندري ستمطر علي قلب أحدهم أو تدمية

 

ولنحرس ألا نكون شياطين ناطقين أو خرساء فكم من قبور حوت رجالا ونساءا ومع ذلك بقيت كلماتهم نورا يهدي الطريق للسالكين

 

حيث تتعاظم أمانة الكلمة حينما يتصدر المتفيقهون زمام المجالس ومراكز القيادة وحينما يسكت العلماء ويتحدث السفهاء حينما يتهم الأبرياء وتحارب الفضيلة علنا ويلهث الناس وراء الأموال فيصل اللصوص لقلوب العامة ويلتبس الحق بالباطل

(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)

 

(مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيت)

صدقت ربنا وبلغ رسولك

مع تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى