مقال

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 1″

حول معجزة الإسراء والمعراج ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة عظيمة من معجزات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله تعالى في كل وقت وكل حين وقد اختلف العلماء متى كانا فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة، فتكون في ربيع الأول، ولم تعين الليلة، وقيل في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب قبل الهجرة بسنة، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهرا، فتكون في ذي القعدة، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بخمس سنين، وقيل بست سنين، والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء والمعراج كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة، وكان ذلك بعد وفاة عمه أبو طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، ويؤكد علماء المسلمين أن هذه الرحلة تمت بالروح والجسد معا وإلا لما حصل لها الإنكار المبالغ فيه.

 

من قبيلة قريش، وأن هذه الرحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان، وروي عن ابن هشام في السيرة النبوية قال “ثم أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش، وفي القبائل كلها، ولقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم، سنوات طويلة يدعو قومه إلى الإسلام والتوحيد، ويصبر على أذاهم، وكفرهم، واستهزائهم به، وكان ممن يعينه ويهون عليه ما يلاقي من قومه عمه أبو طالب فقد كان ذا مكانة رفيعة بين كفار قريش، فكان المدافع عنه أمام قريش، وكذلك كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، تشد من أزره وتؤيده في مواقفه أمام المكذبين، وقد كتب الله سبحانه وتعالى أن يتوفى كلا من عمه وزوجته السيدة خديجة في عام واحد.

 

فحزن النبي صلى الله عليه وسلم، عليهما حزنا شديدا، وبدا ذلك على محياه لثقل المصاب الذي وقع به، وسمي ذلك العام بعام الحزن، لشدة حزن النبي صلى الله عليه وسلم، على وفاة عمه وزوجته، ومما خفف الحزن عن النبي صلى الله عليه وسلم، هو استبشاره في أهل الطائف خيرا بعد أن ازداد إيذاء قريش للنبي وأصحابه، فاستهم خارجا إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد، ولم تكن دعوة أهل الطائف كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، إذ استقبله أهلها بالشتم والاستهزاء، وأظهروا له البغض والكفر، وأخرجوا إليه أطفالهم وعبيدهم يرمونه بالحجارة حتى أصابوه فسال الدم من قدميه الشريفتين، مما زاد من حزن وألم النبي صلى الله عليه وسلم، على قومه الذي رفضوا استقبال دعوة ربهم بالإجابة والرضا، حيث خرج صلى الله عليه وسلم.

 

من الطائف يحمل هما عظيما، فقد قالت السيدةعائشة رضي الله عنها “يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب” وبعد تلك الحادثة أراد الله تعالى أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم، في رحلة الإسراء والمعراج، لتكون تخفيفا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنسا له، وتذكيرا له أن الأرض إن ضاقت عليه بتكذيب أهلها، فإن السماء تفتح له وترحب به وتحبه، وقيل أن الإسراء فى اللغة من السَّرى، وهو السير ليلا، وقال السخاوي في تفسيره، إنما قال ليلا والإسراء لا يكون إلا بالليل لأن المدة التي أسرى به فيها.

 

لا تقطع في أقل من أربعين يوما، فقطعت به في ليل واحد، فكان المعنى سبحان الذي أسرى بعبده في ليل واحد من كذا وكذا، وهو موضع التعجب، وإنما عدل عن ليلة إلى ليل لأنهم إذا قالوا سرى ليلة، كان ذلك في الغالب لاستيعاب الليلة بالسرى، فقيل ليلا أي في ليل، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما مضى عليه عشر سنين في مكة، يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى، وترك الشرك، أسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء، وجاوز السبع الطباق، وارتفع فوق السماء السابعة صلى الله عليه وسلم، معه أمين الوحى جبرائيل عليه السلام، فأوحى الله تعالى إليه ما أوحى، وفرض عليه صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وقد فرضها الله خمسين، فلم يزل النبى صلى الله عليه وسلم يسأل ربه التخفيف حتى جعلها خمس صلوات سبحانه وتعالى، وذلك فضلا منه عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى