مقال

أنس بن النضر الأنصاري.

أنس بن النضر الأنصاري.

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن خير الأزمان والعصور هو عصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وإن الصحابة الكرام المهاجرين منهم والأنصار قد ذكرهم الله عز وجل في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وكتب الله لهم الفلاح لنصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الله تعالى اصطفى قلوب صحابة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وطهرها من بين قلوب العباد، لذلك استحقوا أن يكونوا خيار الناس على الإطلاق، وإن هذا الصحابي الجليل لم يكن له الكثير من المواقف السابقة في الإسلام، حيث لم يكن بصديقية أبي بكر الصديق ولا قوة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم وما كان من العشرة المبشرين بالجنة ولا وجها بارزا من وجوه الصحابة، بل كان من عموم الناس وأبسطهم، غير معروف لدى الكثيرين.

 

إنه الصحابى أنس بن النضر، هو أبو عمرو أنس بن النضر بن ضخم النجاري الخزرجي الأنصاري، وهو عم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلم رضي الله عنه بعد وصول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه خيرا، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قالعمي أنس بن النضر سميت به لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر علي فقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين؟ قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد.

 

فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية فقالت عمتي الربيع بنت النضر، فما عرفت أخي إلا ببنانه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” رواه البخارى، وعن أنس رضي الله عنه أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال ” يا أنس كتاب الله القصاص ” فرضي القوم وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ” رواه البخارى.

 

وإن الله سبحانه وتعالى قد يبلغ من لطفه بعبده المؤمن، بأن يفوته شيء من الخير أدركه غيره ولم يدركه هو، فيرزقه الله زيادة الحرص على الخير بسبب ذلك فإن أنس بن النضر رضي الله عنه حين فاتته بدر ازداد حرصه، حتى شارك في يوم أحد فاستدرك ما فاته، وجعل حسن بلائه قدوة، لكل من أراد أن يستدرك فائتا من أمره، أن يفعل كفعله، ولما جال المسلمون يوم أحد جولاتهم، وأشيع أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل استمر أنس بن النضر يقاتل فرأى عمر ومعه رهط فقال ما يقعدكم ؟ قالوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم جال بسيفه حتى قتل، وعندما بدأت المعركة فى أحد وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من المسلمين، ولم يثبت مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، سوى نفر قليل، فلما رأى أنس بن النضر رضي الله عنه ذلك المشهد تذكر على الفور وعده لله تعالى، وقوله للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فانطلق يشق صفوف المشركين قائلا اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ويعنى أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ويعنى المشركين، ثم تقدم شاهرا سيفه، فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقال يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينا وشمالا، حتى سقط شهيدا على أرض المعركة، وبعد انتهاء القتال حكى سعد بن معاذ، رضي الله عنه.

 

للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ما صنعه أنس بن النضر، وقال فما استطعت يا رسول الله ما صنع، واستشهد رضي الله عنه وأرضاه في غزوة أحد، ووجد به بضع وثمانون مابين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ومثل به المشركون انتقاما مما صنع بهم حتى لم يعرفه أحد إلا أخته الرُبَيّع عرفته ببنانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى