مقال

إبراهيم بن النبي ” جزء 2″

إبراهيم بن النبي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع إبراهيم بن النبي، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو عاش إبراهيم لأعتقت أخواله ولوضعت الجزية عن كل قبطي، ويُذكر أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ودع في حياته كل أبنائه وبناته إلا فاطمة رضي الله عنها، ولم يكن وداعه لأبنائه إلا بقلب راض، محتسبا إياهم عند الله سبحانه، وقد وقع كسوف للشمس في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يوم وفاة ابنه إبراهيم، فظن الناس أن ما حصل له علاقة بوفاة ابن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لكن النبي عليه الصلاه والسلام، أبطل ظنهم، وأكد للمسلمين أن الخسوف والكسوف من آيات الله التي ليس لها علاقة بموت أو حياة أحد من البشر، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله”

 

والمتأمل في السيرة النبوية الشريفة يرى أن نبينا صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ومنزلته قد أصابه مثل ما يصيب الناس من فراق الأهل والأحباب، فصبر صبرا جميلا، وهو الصبر الذي لا تسخط فيه ولا جزع، ولا اعتراض على قضاء الله وقدره، فقد ابتلى صلى الله عليه وسلم بفقد ابنه إبراهيم، بل ابتلي بفقد جميع أبنائه في حياته عدا ابنته فاطمة رضي الله عنها، ومن أشد المصائب على الإنسان موت أحد أولاده، فكان صلوات الله وسلامه عليه يستقبل هذا البلاء بالصبر والرضا بقضاء الله عز وجل، وما كانت تتعدى ردة فعله على فراق أولاده ومنهم إبراهيم إلا دموعه الشريفة، وهناك قصه لا أصل لها، ولا سند لها، وهي أنه قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما دفن ولده إبراهيم وقف على قبره، فقال ” يا بني القلب يحزن، والعين تدمع”

 

“ولا نقول ما يسخط الرب، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا بني قل الله ربي، والاسلام ديني، ورسول الله أبي ” فبكت الصحابة وبكى عمر بن الخطاب بكاء ارتفع له صوته، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى عمر يبكي وأصحابه فقال ” يا عمر، ما يبكيك ؟ ” فقال يا رسول الله، هذا ولدك وما بلغ الحلم ولا جرى عليه القلم، ويحتاج إلى ملقن فمثلك تلقن التوحيد في مثل هذا الوقت، فما حال عمر وقد بلغ الحلم، وجرى عليه القلم، وليس له ملقن مثلك أي شئ يكون صورته في تلك الحالة ؟ فبكي النبي صلى الله عليه وسلم وبكت الصحابة معه، فنزل جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله عمر وما ورد عليهم من قوله صلى الله عليه وسلم فصعد جبريل، ونزل، وقال ربك يقرئك السلام.

 

وقال ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة” ويريد بذلك وقت الموت، وعند السؤال فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الاية فطابت الانفس، وسكنت القلوب وشكروا الله، والحقيقة أن هذه القصة غريبه منكره لا أصل لها في كتب الحديث النبوي الشريف كما قال المحققون من أهل العلم، ولا يصح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل، ولم يقل لقنوه ثم إن تلقين الميت لا فائدة منه في الواقع لأن الميت لا يسمع مثل هذا ولن يجيب إذا كان ليس على إيمان مهما لقن لا يجيب إذا كان على غير إيمان أي إذا مات على غير إيمان فإنه لا يمكن أن يستجيب بالصواب وإذا مات على الإيمان فإنه يجيب بالصواب سواء لقن أم لم يلقن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى