مقال

سيد الشهداء حمزة ” جزء 1″ 

سيد الشهداء حمزة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، وهو شقيق السيدة صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وأمة هي السيدة هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية وهي إبنة عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب عبد العزي بن عبد المطلب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، ثم أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي القرشي، فكانوا جميعا إخوة من الرضاعة، وكان حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وكنيته أبو عمارة وأبو يعلى، ولقبه سيد الشهداء، وأسد الله، وأسد رسوله، وولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين، وقد عُرف بلقب أسد الله، واشتهر به.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سيد الشهداء، حمزة بن عبدِ المطلب ” وكما لقب كذلك بسيد الشهداء، وكان له العديد من الأولاد، منهم يعلى وعامر من زوجته بنت الملة بن مالك بن عبادة، وعُمارة من زوجته السيدة خولة الأنصارية، ورزق من البنات بأمامة من زوجته السيدة سلمى بنت عميس أخت السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية، وقد ولد حمزه رضى الله عنه في مكة المكرمة، فنشأ رضي الله عنه وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززا مكرما، وكان موصوفا بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، وكان يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، وشهد وهو ابن اثنين وعشرين عاما حرب الفجار الثانية.

 

بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش، وكان تربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقا له، لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيرة وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائدا من الصيد ذات مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سبا قبيحا وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجه شجة منكرة، وقال أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فرحا كبيرا، وعز جانبهم بإسلامه.

 

ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهارا نهارا، وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة بن عبد المطلب قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة، وكان لإسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه الأثر الشديد على قريش، إذ ظهر أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وانتشرت رسالته بين الناس بشكل أكبر، مما كان سببا في عرض قادات قريش المنصب، والملك، والمال على النبي، فرفض، وتمسك بالدعوة إلى توحيد الله، ولما أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة.

 

هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلا من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفا للطرفين، وكان أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم، لحمزة بن عبد المطلب، إذ بعثه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة، وقيل إن أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن المطلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى