مقال

ناهد عبد الحميد: وثيقة الأخوة الإنسانية يحتاجها رجال الدين والمعلم والمربى والأم.

ناهد عبد الحميد: وثيقة الأخوة الإنسانية يحتاجها رجال الدين والمعلم والمربى والأم.

 

 

 

كتبت نجلاء يعقوب

 

 

قالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤسسته، فى مثل هذا الشهر من عام 2019، صدرت أول وثيقة للأخوة الإنسانية فى لحظة تاريخية جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ورئيس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب مع قداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، فى مبادرة تاريخية احتضنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية بين مختلف الشعوب على اختلاف أعراقهم واتجاهاتهم، بهدف نبذ العنف والتطرف والتعصب والإرهاب، وشارك فى هذه المبادرة كبار القيادات الدينية والفكرية من مختلف دول العالم، كما شارك فيها أصحاب الأفكار والمعتقدات الدينية المختلفة، وجلسوا جميعهم على طاولة حوار واحد، واتفقوا على الإنسانية، الإنسانية وفقط، وكان لابد من الحوار، لأنه هو السبيل للعيش المشترك والتعاون المشترك بين الجميع.

 

 

وأشارت الدكتورة ناهد عبد الحميد، إلى إصدار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة الأوقاف المصرية لوثيقة القاهرة للسلام منذ حوالى أسبوعين، بحضور العديد من ممثلى الدول العربية والأوروبية، كما لفتت مؤسسة ملتقى الهناجر إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية يحتاجها رجال الدين والمعلم والمربى والأم، وكذلك يحتاجها صناع القرار، لأنها تمثل نهجًا للتلاقى بين البشر جميعًا، تنظر للإنسان بشكل عام دون النظر لدينه أو عرقه أو جنسه، ولا شك أنها تعد أفضل دعوة للمحبة والسلام، وخير نداء لكل ضمير حى نحو عالم مستدام.

 

وقال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف، والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، تعتبر وثيقة الأخوة الإنسانية التى نحتفل بها اليوم امتدادًا للنسق الفكرى الأزهرى الوسطى، الذى يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية، وقبول الآخر والعيش المشترك بسلام، ففكرة الأخوة الإنسانية لم تولد اليوم، وليست بجديدة على المجتمع المصرى، ولا على المصريين جميعًا والأزهر الشريف وكذلك الكنائس المصرية، فإن فكرة الأخوة الإنسانية فكرة متجذرة فى الثقافة المصرية.

 

ومن جانبه، أضاف الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأورثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، أنه عقب أحداث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بحى سيدى بشر، جاء لتقديم واجب العزاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بصحبة فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق رحمه الله، ومستشار فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمود عزب رحمه الله، وأثناء العزاء اقترح فضيلة الإمام الأكبر على قداسة البابا شنودة الثالث، فكرة إنشاء بيت العائلة المصرية، وأن نكونه على أن يكون له مجلس أمناء ومجلس تنفيذى، بهدف الحفاظ على وحدة الشعب المصرى، وأخذت فكرة تأسيس مجهودًا كبيرًا منا، وبالفعل تم استصدار قرار وزارى بهذا الصدد، وبالطبع فكرة إنشاءه التى بدأت فى التحقق بفضل رؤية فضيلة الإمام الصائبة، تتجلى فى الحفاظ على النسيج الوطنى الواحد لأبناء مصر، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نعمل على الاتصال والتنسيق مع جميع الجهات والوزارات المعنية بالدولة، وتقديم المقترحات والتوصيات وكذلك عقد المؤتمرات فى محافظات كامل تراب الجمهورية، مشيرًا إلى النجاح خلال السنوات العشر المنقضية فى تحقيق عدة من المحاور التى تأسس بيت العائلة المصرية بهدف إنجازها، ووعد باستكمال بيت العائلة المصرية فى تحقيق المزيد من أهدافه التى أسس لإنجازها خلال عقده الثانى.

 

وأوضح الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء المصرية، أنه لابد أن أول٨ واجب على العلماء والمشتغلين بالشريعة هو القضاء على خطاب الكراهية، والدهوة إلى إنشاء علم جديد اسمه علم اجتماع التدين، وليس علم الاجتماع الدينى، حيث يبحث هذا العلم الجديد فى الممارسات المصرية، مؤكدًا أن هناك ثمة من يكره التدين المصرى، واستنكر الضجيج الذى يحدث خلال تهنئة المصريين بعضهم بميلاد السيد المسيح عليه السلام، بسبب كراهية التدين المصرى، التى تكشف عن وجهها القبيح بالتزامن مع تبادل التهنئات بين المصريين وبعضهم البعض فى الأعياد والمناسبات الدينية باختلافها.

 

وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، إنه لا يعلم الكثيرين أن وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، من قام بصياغتها مصريان أحدهما مسلم والآخر مسيحى، وهما: المستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر فى ذلك الوقت، والدكتور يؤانس لحظى، سكرتير قداسة البابا فى مصر.

 

وحول فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية أضاف: خلال الزيارة الثالثة للإمام الأكبر إلى روما، دعى إلى تناول الغذاء مع قداسة البابا فرانسيس، حيث كانا قد أصبحا أصدقاء بدرجة كبيرة تجمع كل منهما محبة كبيرة، اقترح أحد الحضور فكرة هذه الوثيقة، وتشجع البابا والإمام الأكبر، وظلت فى تكتب ما بينهما، إلى أن وقعت فى أبو ظبى فى شهر فبراير 2019م.

 

وأضاف الدكتور حسام فاروق، أستاذ الإعلام السياسى الدولى: “حتى نرسخ لثقافة التسامح وسط مجتمع صحيح، يجب ألا يتسامح الإعلام والمواطن فيما يخص بعض المشاهد، حيث أن مثلث التنشئة الذى ندرسه للطلاب، ومن المفترض أن يتم تداوله فى المجتمع بشكل أو بآخر يتمثل فى الإعلام والتعليم والثقافة، يجب استخدام الإعلام بشكل كبير فى محاربة خطاب الكراهية، هناك فارق كبير بين خطاب الكراهية وثقافة الكراهية، فإن تداول خطاب الكراهية وتكراره يرسخ لثقافة الكراهية، وهو الأمر الذى سيحتاج وقتًا كبيرًا لتعديله، لأن تغيير الثقافات يأخذ زمن كبيرًا، ومن ثم قد بدأنا، فلا شك أن الإعلام هو صانع الوعى”.

 

وتخللت المناقشة عدة فواصل إنشادية، قدمتها فرقة (المولوية) بقيادة الفنان الدكتور عامر التونى؛ الذى أنشد باقة متميزة من أنشوداته الصوفية، التى لاقت استحسان الحضور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى