مقال

سعد بن عبادة الأنصاري ” جزء 1″

سعد بن عبادة الأنصاري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هو الصحابي الجليل سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن النعمان بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي الخزرجي أبو ثابت، وقيل أبو قيس، زعيم الخزرج قبل الإسلام وهو صحابي أسلم مبكرا، وشهد بيعة العقبة، وعاش إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل سعد بن عبادة ينفرد بين الأنصار جميعا بأنه حمل نصيبه من تعذيب قريش الذي كانت تنزله بالمسلمين في مكة، وكانت أمه هي السيدة عمرة بنت مسعود وهي من المبايعات، وقد توفيت بالمدينة في زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة.

 

وكان يكتب بالعربية في الجاهلية، وكان يحسن العوم والرمي، ولذلك أطلق عليه وسُمي الكامل، وكانت من الصفات التي اشتهر بها سعد بن عباده رضي الله عنه هى الغيرة، فقد اشتهر سعد رضي الله عنه بالغيرة حتى كان لا يتزوج من النساء إلا بكرا، ولا يطلق امرأة، وأيضا الجود والكرم، فقد عرف سعد بن عبادة بالجود والسخاء حتى أنه كان يهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جفنة فيها ثريد اللحم، فكانت تلك الجفنة تدور مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه، وكانت من صفاته الثبات على الرأي، فقد ثبت سعد بن عبادة رضي الله عنه على رأيه يوم السقيفة، وذلك أن الأنصار همّوا أن يبايعوه ولكن انتهت مشاورات المسلمين إلى اجتماعهم على مبايعة أبي بكر الصديق، فظل ثابتا على موقفه ولم يبايع حتى مات.

 

وكانت من صفاته أيضا الشجاعة والإقدام، ودل على هذه الصفة موقفه يوم بدر حينما أشار النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الناس فتقدم سعد بن عبادة ليتكلم بعد أن أدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد رأي الأنصار فقال إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكباد الإبل الغماد لفعلنا، وبعد أن تمت بيعة العقبة سرا، وأصبح الأنصار يتهيئون للسفر، علمت قريش بما كان من مبايعة الأنصار واتفاقهم مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة حيث يقفون معه ومن ورائه، جنّ جنون قريش فراحت تطارد الركب المسافر حتى أدركت من رجاله سعد بن عبادة فأخذه المشركون، وربطوا يديه إلى عنقه بشراك رحله وعادوا به إلى مكة.

 

حيث احتشدوا حوله يضربونه وينزلون به ما شاءوا من العذاب، وبعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، سخر سعد أمواله لخدمة المهاجرين، وكان سعد جوادا بالفطرة وبالوراثة فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي كانت شهرة جوده في الجاهلية أوسع من كل شهرة، ولقد صار جود سعد في الإسلام آية من آيات إيمانه، فقد قال الرواة عن جوده هذا ” كانت جفنة سعد تدور مع النبي في بيوته جميعا ” وقالوا ” كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره، بالواحد من المهاجرين، أو بالاثنين، أو بالثلاثة، وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين ” من أجل هذا، كان سعد يسأل ربه دائما المزيد من خيره ورزقه وكان يقول ” اللهم إنه لا يصلحني القليل، ولا أصلح عليه ” ومن أجل هذا كان خليقا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له ” اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة ”

 

ولم يضع سعد ثروته وحدها في خدمة الإسلام، بل وضع قوته ومهارته، فقد كان يجيد الرمي، وفي غزواته مع رسول الله كانت فدائيته حازمة وحاسمة، ويقول ابن عباس ” كان لرسول الله في المواطن كلها رايتان، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار ” وشهد سعد بن عباده بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عشر، وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة، ولما أصيب زيد بن حارثة أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب، فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله، ما هذا؟ قال “هذا شوق الحبيب إلى حبيبه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى