مقال

العباس بن عبادة الأنصاري ” جزء 1″

العباس بن عبادة الأنصاري ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هؤلاء الصحابة الكرام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الأنصار، وهذا هو الأنصارى سعد بن معاذ، ويوم أن مات هذا الصحابى الجليل سعد بن معاذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” جائنى جبريل فقال يامحمد من مات عندكم اليوم فإن أبواب السماء فتحت لروح صعدت وأهتز لها عرش الرحمن، فقام النبى صلى الله عليه وسلم مسرعا فإذا سعد بن معاذ قد مات، ولقد تعجب الصحابة عندما كانوا يحملون جثمان الصحابى الجليل سعد بن معاذ لأنه كان ضخم، فتعجبوا من خفته وهم يحملونه فقالوا يارسول الله نجده خفيفا ولم نعهده هكذا، فقال لهم صلى الله عليه وسلم لأنكم لم تحملوه وحدكم حملته معكم الملائكة، فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتقدم الصحابة والمسجد فارغا.

 

فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم قد رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتجول فى المسجد يمينا ويسارا، وكأن هناك أحد فى المسجد ويرفع ثوبه، فتعجبوا لذلك فقالوا ماتفعل يارسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم ” يمتلى المسجد بالملائكة” وكان كل ذلك فى سبع سنين وهو عمر إسلام هذا الصحابى الجليل سعد بن معاذ رضى الله عنه، وتأتى أمه فتمدح فى أبنها وتقول كان سعدا كذا وكذا، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “كل نائحة تكذب الا نائحة سعد بن معاذ، فقال لها ليرقأ دمعك وليخف حزنك فأن الله يضحك لابنك الان” ويجب أن نعلم أنه ليس العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن صدق، وأما عن العباس بن عبادة فهو صحابي من الأنصار، وهو العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم.

 

وكانت أمه هى السيدة عميرة بنت ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن عامر بن الخزرج، وهو خال الصحابى الجليل عبادة بن الصامت، وكان لدى العباس بن عبادة من الأولاد محمد, وأمه هى أنيسة بنت عبد الله بن عمرو بن مالك بن العجلان، بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج، وكان أخوه لأمه هو جبلة بن عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، وحمزة بن العباس، وكانت أمه الفريعة بنت السكن، ويقال الفريعة بنت خِداشِ العدوي، وكان لهم عقب فانقرضوا، وانقرض ولد مالك بن العجلان كلهم، وكان العباس بن عبادة خطيبا، وخرج من المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقام معه بمكة، وقيل إنه كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة.

 

فأسلموا قبل سائر الأنصار، وقد شهد بيعة العقبتين، وشهد أحد، وجُرح فيها ومات على إثر ذلك فى السنة الثالثة من الهجرة، وهو العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري المهاجري الخزرجي، وكان العباس ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وشهد معه العقبتين وقيل بل كان في النفر الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأسلموا قبل سائر الأنصار، ولقد أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية العباس بن عبادة، ويتضح ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين قال العباس بن عبادة بن نضلة، والذي بعثك بالحق لئن شئت، لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم” وكان من ملامح شخصية العباس بن عباده هو فهمه للإسلام ووضوح رؤيته،

 

وقال العباس بن عبادة بن نضلة الانصاري وهو أخو بني سالم بن عوف يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا نعم، قال العباس رضى الله عنه، إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الاموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة، فقال عاصم، فوالله ما قال العباس هذه المقالة، إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد، وقال عبد الله بن أبي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي، أمرهم فيكون أقوى لهم، وقالوا، فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى