مقال

الدكرورى يكتب عن عبد الرحمن بن أبو بكر الصديق.

الدكرورى يكتب عن عبد الرحمن بن أبو بكر الصديق.

بقلم / محمــد الدكــرورى

 

هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأمه هى السيدة أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن وكان أشجع رجال قريش، وأرماهم بسهم وكان شاعرا مجيدا، وكان هذا أسن أولاد الصديق، أى كان هو أكبر أولاد أبو بكر الصديق رضى الله عنهم جميعا، وقيل أنه هو الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

في حجة الوداع أن يعمر أخته السيدة عائشة رضي الله عنها من التنعيم، وكما كان من أفضل فرسان الجزيرة العربية في زمانه، وقد أسلم وهاجر قبيل الفتح، وأما جده أبو قحافة فتأخر إسلامه إلى يوم الفتح، وقد وقف ضد المسلمين في بدر، وأراد أبوه أبو بكر الصديق أن يبارزه لكن الرسول صلى الله عليه وسلم منعه، وكان أحد الرماة الذين جندتهم قريش يوم أحد، وكان على رأس رماة قريش في غزوة أحد، وقبل أن يلتحم الجيشان، وقف عبد الرحمن متحديا يدعو من يبارزه من المسلمين، وقد تأخر إسلامه حتى هدنة الحديبية أى حتى الفترة التي توقف فيها القتال، وقد قام بقتل محكم بن الطفيل العقل المدبر لمسيلمة الكذاب، في معركة اليمامة، وقد شهد فتوح الشام ومعركة اليرموك وابلى فيها حسنا بلاء حسنا، وكما كان يحمي بقوته أهم مواطن الحصن.

 

الذي تحصّن جيش الردّة بداخله، فلما سقط محكم بضربة من عبد الرحمن، وتشتت الذين حوله، انفتح في الحصن مدخل واسع كبير تدفقت منه مقاتلة المسلمين، وعندما قرر معاوية بن أبي سفيان أن يأخذ البيعة ليزيد بحد السيف كتب إلى مروان عامله على المدينة كتاب البيعة وأمره أن يقرأه على المسلمين في المسجد وفعل مروان ولم يكد يفرغ حتى نهض عبد الرحمن بن أبي بكر، وقال “والله ما الخيار أردتم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل” وقد أيده فريق من المسلمين على رأسهم الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهم، وقد ظل عبد الرحمن يجهر ببطلان هذه البيعة وبعث إليه معاوية بن أبي سفيان من يحمل مائة ألف درهم يريد أن يتألفه بها فألقاها عبد الرحمن.

 

وقال لرسول معاوية “إرجع وقل له إن عبد الرحمن لا يبيع دينه بدنياه” ولما علم بعد ذلك أن معاوية يريد أن يأتي إلى المدينة غادر إلى مكة من فوره، ولم يكد يبلغ مشارف مكة حتى فاضت روحه، وحمله الرجال على الأعناق الى أعالي مكة حيث دفن هناك، تحت ثرى الأرض التي شهدت جاهليته، وشهدت اسلامه، وقد دفن في أعالي مكة سنة ثلاثة وخمسين من الهجرة، وعن عبد الله بن أبي مليكه أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي في منزل له فحملناه على رقابنا ستة أميال إلى مكة وعائشة غائبة، فقدمت بعد ذلك فقالت أروني قبر أخي فأروها فصلت عليه، وقيل أنه عندما قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عن قبر عبد الرحمن بن أبي بكر، قال ففعلت يومئذ وتركت، قال فقالت لها امرأة وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين؟ قالت وما رأيتيني فعلت؟

 

إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل، قال ثم أمرت بفسطاط فضُرب على القبر ووكلوا به إنسانا وارتحلت، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروبا فسأل عنه فحدثوه، فقال للرجل انزعه قال إنهم وكلوني به، قال وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يُظله عمله، وقيل أن امرأة دخلت بيت السيدة عائشة رضى الله عنها، فصلت عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صحيحة، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي يحيى ويميت، إن في هذا لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، فقد رقد في مقيل له قاله، فذهبوا يُوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس السيدة عائشة رضي الله عنها تهمة أو شك أن يكون صُنع به شر، أو تعجلوا عليه فدفنوة وهو حيّ، فرأت أنه عبرة لها، وذهب ما كان في نفسها من ذلك الشك أو الوهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى