مقال

المسيح الدجال ” جزء 2″

المسيح الدجال ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع المسيح الدجال، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الدجال ممسوح العين، مكتوب بيه عينيه كافر” ثم تهجاها “ك ف ر، يقرؤه كل مسلم” متفق عليه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخل أربعة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصى” رواه أحمد، وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ذكر الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال “ما شأنكم؟” قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال “غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم.

 

وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم” رواه مسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلى بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه بردا وسلاما، كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان يا بنيّ اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمِنشار، حتى يلقى شقتين ثم يقول انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله، ويقول له الخبيث من ربك؟ فيقول ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك منى اليوم” رواه ابن ماجه.

 

ولا يزال الدجال بعد خروجه طوال الأربعين يوما التي أخبر عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يعيث في الأرض فسادا، يضل به الله الكافرين والمنافقين، ويثبت به المؤمنين، وتعم فتنته، فلا ينجو منها إلا القلة من المؤمنين، حتى ينزل نبى الله عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق، فيلتف حوله عباد الله المؤمنين، فيسير بهم قاصدا المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها إلى بيت المقدس، فيلحق به عيسى عند باب لد وهي بلدة قرب بيت المقدس، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب المِلح، فيقول له عيسى عليه السلام، إن لي فيك ضربة لن تفوتني، فيتداركه فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون، فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود” رواه مسلم.

 

ولكن كيف الوقاية من فتنة الدجال؟ وهى أنه أرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فلم يدع خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرها منه، ومن جملة ما حذر منه فتنة المسيح الدجال لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة، وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال، واختص النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار، وقد بين الله عز وجل له كثيرا من صفات الدجال ليحذر أمته فإنه خارج في هذه الأمة لا محالة، لأنها آخر الأمم والنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وهذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أمته لتنجو من هذه الفتنة العظيمة.

 

التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها، ومنها التمسك بالإسلام، والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب وأن الله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى