مقال

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 4”

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا، وكانت هناك حالة حرب دائمة بين المملكتين، وكانت إسرائيل ويهوذا في حالة حرب طوال فترة حكم رحبعام الذي دام سبعة عشر عاما، وقد بنى رحبعام دفاعات متقنة وحصَّن مدنه بشكل جيد، ولكن في السنة الخامسة من حكمه هاجم الفراعنة مملكة يهوذا على رأس جيش كبير واستولوا على العديد من المدن في القرن العاشر قبل الميلاد، وقد دفع رحبعام كل كنوز الهيكل كجزية للفراعنة، وأصبحت مملكة يهوذا تابعة لمصر، وقد واصل ابن رحبعام وخليفته أبيام جهود والده لإخضاع مملكة إسرائيل لسيطرته، فخاض معركة جبل زماريم ضد يربعام ملك إسرائيل وانتصر عليه مع خسائر فادحة في الأرواح على الجانب الإسرائيلي، ووفقا للسجلات الإسرائيلية فقد هزمهم أبيام.

 

وقتل خمسمائة ألف رجل من إسرائيل، ولم يعد يربعام يشكل تهديدا يذكر لمملكة يهوذا لبقية فترة حكمه، وقد حافظ نجل أبيام وخليفته آسا على السلام خلال أول خمسة وثلاثين سنة من حكمه، وعمل في تلك الفترة على تجديد وتعزيز القلاع التي بناها جده رحبعام، وتذكر مصادر تاريخية أن آسا هزم الملك الأثيوبي زارح المدعوم من مصر في معركة زيفاث، وكان جيش زارح يتكون من مليون رجل مع ثلاثة مائة عربة في حين أن جيش آسا، قد تكون من خمسمائة وثمانون ألف مقاتل، ولا تحدد مصادر الكتاب المقدس فيما إذا كان زارح فرعونا أم قائدا عسكريا أثيوبيا، وقد تعقب آسا، فلول الأثيوبيين على طول الطريق إلى جيرار، وحفظ السلام الناتج عن هذه الحملة العسكرية مملكة يهوذا من الغارات المصرية لعدة قرون لاحقة، وقد واجه آسا ملك إسرائيل.

 

بعشا في عامه السادس والثلاثين، وقد بنى بعشا قلعة في رامة على بعد أقل من عشرة أميال من القدس، فوقعت العاصمة تحت الحصار والضغط العسكري، وقد دفع ذلك آسا لإرسال كنوز المعبد من الذهب والفضة إلى بن حداد الأول ملك أرام دمشق، مقابل إلغاء الملك الدمشقي لمعاهدة السلام مع بعشا، وقد هاجم بن حداد إيجون ودان والعديد من المدن الهامة في مملكة إسرائيل واضطر بعشا إلى الانسحاب من رامة، وقد هاجم آسا القلعة غير المكتملة ودمرها، واستخدم موادها الخام لتحصين قلاعه، وقد خلف آسا في الحكم، ابنه يهوشافاط، والذي قام بتغيير من سياسة مملكة يهوذا بشكل جذري تجاه إسرائيل، فسعى إلى التحالف والتعاون مع المملكة الشمالية، وقد تحالف يهوشافاط مع أخاب عن طريق المصاهرة، ولكن هذا التحالف أدى إلى كارثة للمملكة.

 

في معركة راموت جلعاد، ثم دخل في تحالف مع أخزيا بهدف تطوير التجارة البحرية لكن الأسطول الذي بناه دُمر على الفور، وقد جهز يهوشافاط أسطولا جديدا دون تعاون مع ملك إسرائيل وعلى الرغم من نجاح هذا الأسطول لم تتطور التجارة البحرية لمملكة يهوذا، وقد انضم يهوشافاط إلى يهورام ملك إسرائيل في حربه ضد الموآبيين الذين كانوا يدفعون الجزية لإسرائيل، وكانت هذه الحرب ناجحة، وأخضع الموآبيون من جديد، وقد خلف يهوشافاط ابنه يهورام الذي شكل تحالفا مع مملكة إسرائيل بزواجه من عثليا إبنة أخاب، وعلى الرغم من هذا التحالف فقد كان حكم يهورام غير مستقر، فثارت عليه مملكة إدوم، واضطر إلى الاعتراف باستقلالهم، وقد هاجم الفلسييون والعرب والإثيوبيون المملكة ونهبوا منزل الملك وأسروا جميع أفراد عائلتة.

 

باستثناء ابنه الأصغر أخزيا، وقد أصبح حزقيا الحاكم الوحيد لمملكة يهوذا في عام سبعمائة وخمسة عشر قبل الميلاد، وقد شكَّل تحالفات مع عسقلان ومصر، واتخذ موقفا معارضا للإمبراطورية الآشورية برفضه دفع الجزية، وردا على ذلك هاجم سنحاريب ملك آشور مدن يهوذا المحصنة، ما اضطر حزقيا لدفع ثلاثة مائة سلة من الفضة وثلاثين سلة من الذهب إلى الآشوريين، وهو الأمر الذي تطلب منه إفراغ الهيكل والخزينة الملكية من الفضة وسحب الذهب من بوابات هيكل سليمان، ورغم هذه الجزية الضخمة فقد حاصر سنحاريب القدس في عام سبعمائة وواحد قبل الميلاد ولكنه لم يستول عليها، وقد أصبحت مملكة يهوذا تابعة للآشوريين في عهد منسى، وخضعت لسنحاريب وخلفائه أسرحدون وآشوربانيبال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى