مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 8”

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 8”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الملك الأسد سرجون الأكدي، وقد توقفنا عندما أرسل الله تعالى عليهم بابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها، وقد ذكر الطبري أن بناء برج بابل بواسطة النمرود هي سبب لعنة الله التي انشأت اللغات المختلفة، ونعود إلى سرجون وبعد ان تمكن سرجون من السيطرة على مملكة كيش تمكن من السيطرة أيضا على مملكة أوروك وثم تمكن من السيطرة على مدينة اوما وأوما وهى حاليا اسمها تل جوخة، وهي مدينة عراقية قديمة تعود إلى العصر السومري، وقد سكنها السومريين والأكديين، وعرفت مدينة اوما بعبادتها للاله إنانا، التي تم اخذها من الملك دوموزيد الراعي، وصلت المدينة إلى أوج عظمتها.

 

عندما كانت تحت حكم لوغال زاغي سي، الذي حكم أيضا أور وأوروك، وثم أصبحت تحت حكم سلالة أور الثالثة، وإزدهرت خلال عصر السلالات السومريه مدن سومرية كانت في الغالب تتصارع فيما بينها للسيطرة على بلاد سومر، وكانت الإمارات السومرية ثمانية عشر مدينه في اسفل حوض الرافدين، وهذه المدن هي مدينة إريدو، وأور، ولارسا، وأوروك، وبادتيبيرا، ونينا، ولكش، وجيرسو، وشوروباك، وزابالا، وأداب، ونيبور، وأيسن، وماراد، وكيش، واكشاك، وسيبار، وقد ذكر ملك كيش ميساليم سنة ألفين وستمائة قبل الميلاد، على نصب الصقور الذي اقامه إياناتوم ملك لكش وفي كتابه على مخروط طيني، يخص إنتيمينا، كحكم في الصراع الذي نشب بين مدينتي، لكش واوما، المتجاورتين، ولكش هى حاليا الهباء أو الهبة على بعد ثلاثين كيلو متر شرق الشطرة وقرب الدواية وكان حاكمها أور نانشي.

 

وقد استطاع الاستقلال عن اور، ولقب نفسه ملك، وقام ببناء معابد وحفر اقنيه وانهار، وتحدث عن معارك خاضها ضد ملوك اور واوما ومن بعده سيطر اياناتوم على اور، واوروك، وكيش واوما ووصل حتى ماري، وهى قرب سوريا، ومن مخلفاته هو نصب الصقور، الذي عثر عليه في حفريات، تللو في القرن الماضي، ويتحدث النقش عن العلاقات بين لكش واوما، ويذكر ان حاكم اوما جوخا، وهو قرب الرفاعي، احتل منطقه مقدسه اسمها جو ادينا، وهى تابعه للاله نينجرسو، وقد قاتله ملك لكش وهزمه شر هزيمة، وبعد ذلك اقسم حاكم اوما جوخا، اقسم بالسبعه الهه بعدم الاعتداء على منطقه جو ادينا، وفي حاله حنثه بقسمه فان الالهه ستعاقبه وتعاقب اوما جوخا، بشده، وتعتبر هذه أول معاهده في التاريخ حتى الآن كتب نصها ملك لكش على مدينه اوما المهزومه، أما اسباب الحرب فكانت خلافات على الحدود، وقد اعتلى عرش لكش انتمينا.

 

الذي حارب وانتصر على امير اوما جوخا، بسبب نقضه شروط المعاهدة واعتدائه على أراضي لكش، وبعد أن ضعفت قوه لاجاش، لم تنس اوما جوخا، هزيمتها السابقة وكانت تنتظر الفرصة المناسبة للثار لنفسها، وقد سنحت الفرصة بعد اجيال متعدده عندما اعتلى عرش لكش الملك أوروكاجينا الذي يعد أول مصلح اجتماعي في التاريخ، حيث قام اوركاجينا ملك لكش بإصدار اصلاحات ترفع الظلم والاستغلال عن الطبقات الضعيفه في المجتمع وحفر القنوات والانهار، ومنع إجبار الناس البسطاء على بيع ممتلكاتهم كالأراضي والبيوت، إلى المتنفذين وكبار الموظفين، وقد حرر سكان لكش من الديون، والغى زواج المرأه من رجلين، وحمى الارامل والايتام، وأحل الحرية حتى لا يظلم القوي اليتيم والارمله، وكان حاكما حريصا على الفقراء، ولكن لم يدم حكمه سوى عشره اعوام، وقد ظهرت شخصيه قويه في مدينه اوما جوخا.

 

وهو لوغال زاغيزي نحو ألفين وثلاثة مائة وخمسين قبل الميلاد، وقد استغل ضعف لكشقام بالهجوم على المدينة واحتلها ودمرها واحرق معابدها بعد أن نهب كنوزها، وقد اعتبر ذلك اثما كبيرا وماساويا بحق مدينه لكش، محملين الهه اوما مسووليه ذلك “نص” وهو حاكم اوما بما أنه دمر لكش، وقد ارتكب اثما بحق نينجرسو، وسوف تقطع اليد التي مدها عليه، ولكن لايوجد اثم ارتكبه اوروكاجينا ملك جيرسو عسى ان تجعل الالهه نيسابا لوكال زاكيزي امير اوما يحمل الاثم على رقبته، وقد ظهرت سلاله لكش الثانية وموسسها هو أور زبابا وحكم بعده الحاكم المشهور كوديا، وقد ترك كتابات مهمه وتماثيل متعدده تظهر تقدم فني كبير واضح، من حجر الديورايت الأسود أو من الحجارة الصلدة تتحدث عن اعماله ومشاريعه العمرانيه، وكانت له علاقات تجاريه مع لبنان والبحرين، وهما دلمون وعمان وماجان وهكذا تبدو العلاقات التجارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى