مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 11”

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 11”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الحادي عشر مع الملك الأسد سرجون الأكدي، وتولى الحكم مكانه ابنه نرام سين، وكان الملك سرجون بعد وفاته ترك ارث كبيرا عند حكام بلاد الرافدين من بعده وخاصتا الملوك البابليين والآشوريين وحاول ملوك بلاد الرافدين تشبيه انفسهم بسرجون وحاولوا ضم المناطق التي احتلها سرجون، مثل الملك البابلي الكلداني نبو نيد، والذي يعتبر اخر ملك وطني حكم بلاد الرافدين قبل ان يأتي كورش الكبير الاخميني واحتلها، وقد ابدى اهتماما كبيرا بسرجون الاكدي وقام بزيارة المواقع التي كان يتواجد بها سرجون والكثيرون من المؤرخين الان يرغبون بمعرفة سرجون أكثر، ونبونيد هو ملك بلاد بابل وقد تزوج من ابنة نبوخذ نصر وهي نكتوريس، وكان ذلك مما اهله إلى حكم الامبراطورية البابلية، وربما لهما علاقة بعائلة أشورية غير العائلة الكلدانية.

 

وقد أخذ الحكم من لبشي مردوخ، وهو الذي أزيح عن الحكم لصغر سنه وقيل ربما أغتيل، وكان نبو نيد هو أحد ملوك بابل وقد استلم العرش، ثم تنحى عن العرش مرة أخرى، وكان أكثر عهده معتكفا بمدينة تيماء وهى مركز عبادة إله القمر سين، وترك ابنه بلشاصر ملكا لبابل وكان له اهتمام بالدين في دولته، ولذلك سبب له كهنة مردوخ بعض المشاكل، وقد بدا غزو الفرس بالتحالف مع الليديين بقيادة قورش وكانت نهاية الدولة البابلية بإزاحته عن الحكم، وأما عن كورش الكبير أو قورش الكبير، فهو أول ملوك فارس وكان اسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، وهو أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، وقد استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وقد قتل في ماساجت ودُفن في باساركاد، وإن هناك دائما أمور رومنطقية ومثيرة.

 

حول الأمبراطورية الفارسية في الأزمنة القديمة، وليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش، وهو الذي أسس أمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها، وكان في البدء قد احتل الكثير من الممالك المجاورة، مثل ليديا في غرب تركيا الآن, وميديا, وبابل التي أطاح بها، وقد باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم، فعمد قورش إلى اعتماد طريقة تسمح بأن يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي، فتميزت السياسة الأمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جدا في أمبراطورية مترامية الأطراف، ولقد تزوج سرجون من تاشلولتوم وانجب منها أبناء وقد انجب كذلك إنخيدوانا ابنته الصغرى والتي ادعت انها الالهة إنانا.

 

واصبحت تحكم في اور كما انه انجب منها ابنه ريموش وبعد وفاة ريموش تولى اخوه مانيشوتشو السلطة وكذلك انجب شو انليل، ايباروم، ويبايس تكال ويقال له ابياش تكال، وأما عن تاشلولتوم، فهي زوجة الملك الاكدي سرجون الأول العظيم والتي كانت زوجة الملك لوغال زاغيزي سي ملك اوروك السابق والتي تزوجها سرجون بعد فتحه لاوروك ومن اولادها إنهيدوانا، وريموش ومانيشوتشو وشو انليل ويبايس تكال، وهى أيضا جدة الملك نرام سين، وأما عن إنخيدوانا فكان اسمها إنخيدوانا أو إن هيدوانا، وإن معناها الكاهن أو الكاهنة الأعلى، وهيدو معناها زينة أو حلة، ومعناها زينة الكاهن الأعلى للإله آن وهو اسم يشير إلى الاله نانا وهو سين، إله القمر، وهي أميرة أكدية وهى ابنة الملك سرجون الأكدي، وأمها كاهنة عالية المقام.

 

من كاهنات إله القمر نانا سين، والكاهنة الأعلى للإله نانا إلهه القمر عند السومريين في مدينة أور وهى أقدم شخصية معروفة تحمل هذا اللقب، وهو منصب ذات امتياز سياسي هام كانت تحمله عادة بنات الملوك، وإنخيدوانا هي عمة الملك الأكدي نرام سين وهي إحدى أقدم النساء المعروفات بالاسم، ويعتبرها علماء الأدب والتاريخ أقدم امرأة كاتبة وشاعرة حب وجنس، وقد وصلت إنخيدوانا إلى أعلى رتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد، مُعينة من قبل والدها الملك سرجون الأكدي وكان لها دور بارز، فى زمن حكم أبيها وأمها الملكة تاشلولتوم، وقد تركت مجموعة من الأعمال الأدبية تتضمن أشعارا مكرسة للإلهة إنانا ومجموعة من التراتيل المعروفة بِتراتيل المعبد السومري، وهي تعتبر أولى المحاولات في الإلهيات المنتظمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى