مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 10”

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 10”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الملك الأسد سرجون الأكدي، وقد توفي الملك سرجون في سنة ألفان ومائتان وتسعة وسبعين قبل الميلاد وقد استمر حكمه لمدة ستة وخمسين سنة وحكم من بعده ابنه ريموش، وريموش أو ريموس فهو أحد الملوك الاكديين والابن الأكبر لسرجون الأول والملكة تاشلولتوم، وقد تسلم الحكم من والده سرجون وحسب قائمة الملوك الاكديين فانه حكم لمدة تسعة سنوات، وفي عهده وبعد وفاة والده قامت ثورات عليه في المدن السومرية مثل كيش واوروك ولكش واوما، التي توحدت ضد السيادة الاكدية عليها وكذلك ثارت مدن عيلامية منها مدينة اوان ولا توجد الكثير من المدونات عن فترة حكمه وثم مات في سنة ألفان ومائتان وسته، وقد استلم الحكم مكانه مانيشوتشو أخوه، وأما عن تل العمارنة وكان اسمها اخيتاتون، أي بمعنى أفق أتون، وهي العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك إخناتون، وهي تقع على بعد خمسة وأربعين كيلو متر جنوب مقابر بني حسن بمحافظة المنيا.

 

ولا تزال بقايا العاصمة القديمة موجودة حتى الآن، وفي العصور الوسطى بعد أن كانت تلك المنطقة خربت منذ ان قام توت عنخ امون وغير العاصمة اتت قبيلة العمارنة وسكنت هناك مده طويلة شملت قرون وعمروها وبعد أن هجروا ورجعوا إلى مناطقهم سميت المنطقة باسم تل العمارنة لأن من ارجع الحياة إليها هم قبيلة العمارنة وتل لأنها كانت تل خراب ولكن أصبحت تل مدينة تجوز للسكن، وبعض مساكن الصفوة المهدمة لا تزال موجودة أيضا في الطرف الشمالي للموقع، بمواجهة الحائط الخارجي للقصر الملكي، ويضم المتحف المصري نماذج جميلة من غطاء أرضي من الجص، والذي كان مصدره هذه المساكن، وقد تم أيضا اكتشاف مجموعة من المقابر في تل العمارنة، وأهمهم تقع إلى الشمال مثل مقابر مري رع، أحمس، بنتو، ومقبرة العائلة الملكية التي يعتقد أنها قد تم حفرها للملك وعائلته.

 

ويتمركز تل العمارنة في دير مواس محافظة المنيا في شمال صعيد مصر، وهي تمتد على طول الشاطئ الشرقي للنيل لمسافة تقترب من خمسة أميال، وقيل أنه عندما أدرك إمنحوتب الرابع، وهو أخناتون أنه لا إمكانية للاستمرار في طيبة وهى الأقصر، وبعدما أظهر كهنة آمون العداء لدعوته الجديدة التي حاول إدخالها بدلا من ديانة آمون، والعقائد الأخرى في مصر، كان عليه لزاما أن يبحث عن موقع جديد ينتقل إليه ويدعو منه لربه آتون، ذلك المعبود الذي أراد الملك به حسبما يعتقد بعض المتخصصين توحيد مجمع الأرباب المصرية، وهكذا أسسها الملك إمنحتب الرابع وهو أخناتون، مدينته الجديدة وانتقل في العام الرابع من حكمه إلى عاصمته الجديدة أخت أتون، أي بمعنى أفق آتون، أو قرص الشمس، وهذا المكان الذي استقر فيه ويُعرف حاليا باسم تل العمارنة.

 

ويقع على بعد عشرة كيلومترات من ملوي، على البر الشرقي للنيل، تاركا كل من منف وطيبة وهى الأقصر، اللتان كانتا بمثابة عاصمتي مصر وقتذاك والمقرين الملكيين صيفا وشتاء، وتمتد مدينة العمارنة على مساحة خمسة وعشرين كيلومترا من الشيخ سعيد، شمالا حتى الشيخ عبد الحميد جنوبا، وهي منطقة محاطة بسلاسل الجبال من ثلاث جهات شرقا وشمالا وجنوبا، أما حدودها الغربية فيحدها نهر النيل، وتقوم على أطلالها أربعة قرى هي الحوطة الشرقية التابعة لمركز ديروط التابع لمحافظة اسيوط، والعمارية الشرقية والحاج قنديل والتل الشرقى أو تل العمارنة، والثلاث قرى تابعين لمركز ديرمواس التابع لمحافظة المنيا، أما تسميتها بتل العمارنة، فهي نسبة إلى قرية بني عُمران أو البدو العمارنة، الذين كانوا يُقيمون بها.

 

وتضم تلك المدينة التي أمر أخناتون بإنشائها قصرين ملكيين وهما القصر الشمالي والقصر الجنوبي، ومعابد آون وهى الأحياء السكنية من منازل للنبلاء وقرية للحرفيين، والمقبرة الملكية التي تقع في الشمال الشرقي من المدينة، وكان بعد وفاة سرجون أصبح ابنه الأكبر ريموش هو من كان يقوم بادارة الامبراطورية وقمع الثورات ضد سرجون وثم تبعه اخوه مانيشوتشو، الذي حكم لمدة خمسة عشرة سنة, ومانيشتوشو هو ثالث ملوك الإمبراطورية الأكدية وهو ابن الملك سرجون الأول والملكة تاشلولتوم وقد تولى الحكم بعد وفاة اخيه ريموش ولكن بالرغم من توليه العرش لم يتمكن من الاستيلاء على المدن السومرية التي استقلت في عهد اخيه والعيلامية التي استقلت قبل فترة قليلة من نهاية حكم والده سرجون الأول وتوفي في سنة ألفان ومائتان وواحد وستين قبل الميلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى