مقال

متى يكون النضج الحقيقي …بقلم هناء السواح

متى يكون النضج الحقيقي …

بقلم هناء السواح

عندما نكون أطفالا ثم نكبر ونصبح في سن الشباب تختلف تصرفاتنا عما كنا عليه في السابق.. نعم تتبدل تصرفات الصغار وتتحول إلى تصرفات مختلفة قد يجدها البعض أنها تصرفات طبييعية في هذه المرحلة، وآخرون يصفونها بطيش الشباب.

نظل نتغير مع مرور الزمن، وتصبح أحوالنا وتصرفاتنا مختلفة عما كنا عليه في اليوم السابق … وقد نتصور أننا أصبحنا في مرحلة النضوج، رغم سوء اختيارنا لبعض الأشخاص الذين نشاركهم معنا في أمور حياتنا الشخصية، ورغم اتخاذ القرارات الخاطئة في هذه المرحلة، والتي تكون نتيجتها في المستقبل ندم وحسرة ولكن بعد فوات الأوان…

في تلك المرحلة نظن أننا قد وصلنا لمرحلة النضج، نظن أنه قد فات أوان تغيير مسار حياتنا، نظن أنه لم يعد بإمكاننا أن نحسن من أحوالنا، إن هذا التفكير قد يكون خطئًا فادحا نرتكبه في حقنا، فإننا بذلك قد نصل إلى مرحلة اليأس التي قد نهانا عنها الله عزوجل..

هنا لابد أن ننتبه أننا مازلنا لم نصل إلى مرحلة النضج الحقيقي، نعم لم نصل بعد إلى تلك المرحلة، لابد علينا أن ننتظر المرحلة الحقيقية التي نغير بها أشياء كثيرة في حياتنا.

تلك المرحلة لم ترتبط بزمن، وإنما قد نصل لها بسبب المواقف التي مرت بحياتنا، التي تعلمنا منها الدروس الكافية حتى نستطبع تكملة ما تبقى من عمرنا.

تلك المرحلة قد تأتي بسبب الأشخاص الذين شاركناهم في حياتنا، الذين جعلنا لهم دورًا سيئًا في حياتنا مما جعلنا نفكر كيف ننجو من فظاظة هؤلاء…

متى يكون النضج الحقيقي 

مرحلة النضج الحقيقي سندركها عندما نجد طريقة تعاملنا قد تغيرت مع بعض البشر، عندما لم نجد بداخلنا طاقة للجدال مع هؤلاء الحمقى، عندما نجد أنفسنا نميل إلى الجلوس بمفردنا بعيدًا عن الضوضاء، ونجد أنفسنا بحاجة للذهاب إلى أماكن تتجمل بالطبيعة الساحرة والزهور المتفتحة.

مرحلة النضج الحقيقي سنجدها عندما نشعر بالسلام الداخلي، عندما لم نعد نبالى بتصرفات الآخرين التي تتصف بالغباء والتشاجر على أتفه الأسباب…

مرحلة النضج الحقيقي تكون عندما نلتزم الصمت في الوقت الذي لا يجدي فيه المجادلة، عندما نبدأ في تصحيح الأخطاء التي ارتكبناها من قبل، حتى وإن كان لم يعد في الوقت بقية ولكن نسعى لننقذ ما يمكن إنقاذه.

مادام قلبنا ينبض، ومادامت الحياة نعيشها، لابد أن نسعى دائما للتغيير السليم؛ الذي يحقق لنا السعادة، علينا أن نعيش بقية عمرنا في السلام الحقيقي، بعيدًا عن المتاعب، فكفانا تعبً ومشقة، كفانا يأس؛ فإن اليائس لم يعد له مكان بالحياة، كفانا بكاءًا على اللبن المسكوب، ودعونا نبدأ من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى