مقال

الدكرورى يكتب عن غزوة بدر الكبري “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن غزوة بدر الكبري “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع غزوة بدر الكبري، فقال الحُباب يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم منزلة، ونغوّر ما وراءه من الماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال صلى الله عليه وسلم ” لقد أشرت بالرأي ، وأخذ برأي الحباب” وقد كانت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة وكانت أول غزوة بين المسلمين وكفار قريش، وكان عدد الكفار فيها كبيرا، بينما كان عدد المسلمين فيها قليلا، ولكن الله سبحانه وتعالى أيد المسلمين، ونصرهم على عدوهم، في أول لقاء بين الإيمان والكفر، ونكمل الجزء الثانى على ما إنتهينا عنده فى الجزء الأول، وفي هذا الوقت كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، قد رأت رؤيا بهذا المعنى وانتشر خبرها في قريش وسخر منها الناس.

 

وعلى رأسهم أبو جهل عمرو بن هشام، ولكن سرعان ما بان تأويل الرؤيا وعرفت قريش بحقيقة الخبر فثاروا جميعا وأسرعوا للإعداد لحرب المسلمين، وخرج من كل قبائل العرب رجال سوى قبيلة بني عدي حتى بلغ الجيش المكي ألف وثلاثمائة ومعهم مائة فارس وستمائة درع، ولما أجمعوا على المسير خافوا من غدر قبائل بني بكر وكانت بينهما عداوة وحرب، فتبدى لهم إبليس لعنه الله في صورة سراقة بن مالك سيد بني كنانة وقال لهم “أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه” واستخدم أبو سفيان ذكائه وحذره الشديد حتى استطاع أن يعرف موقع جيش المسلمين ببدر ويحول هو خط سير القافلة نحو الساحل غربا تاركا الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار، وبهذا نجا بالقافلة وأرسل رسالة للجيش المكي بهذا المعنى.

 

فهمّ الجيش بالرجوع ولكن فرعون هذه الأمة أبو جهل صدهم عن ذلك، ولكن قبيلة بني زهرة بقيادة الأخنس بن شريق عصوه ورجعوا ولم يشهدوا غزوة بدر، ولم يكن يظن المسلمون أن سير الحرب سيتحول من إغارة على قافلة بحراسة صغيرة إلى صدام مع جيش كبير مسلح يقدر بثلاثة أضعاف جيشهم، فعقد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مجلسا استشاريا مع أصحابه ليعرف استعدادهم لمواصلة الحرب المقبلة، وعرض عليهم مستجدات الأمر، وشاورهم في القضية، فقام أبو بكر وعمر والمقداد فتكلموا وأحسنوا، وبينوا أنهم لا يتخلفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا، ولا يعصون له أمرا، فأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر، وقال “أشيرواعليّ أيها الناس” وكان يريد بذلك الأنصار ليتعرف استعدادهم لذلك.

 

فقال سعد بن معاذ “والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ” قال “أجل” قال ” فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا، وإنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء، ولعل الله يريك مناما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله” فسُرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بما قاله المهاجرين والأنصار، وقال “سيرواوأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين” وتحرك الرسول صلى الله عليه وسلم واختار مكانا للقتال أشار الحباب بن المنذر بتعديله ليسهل على المسلمين التحكم في مصدر المياه، وإن كانت هذه الرواية ضعيفة.

 

إلا إنها منتشرة بأسانيد كثيرة في كتب السيرة والتاريخ، والصحابة يأسرون غلامين من جيش قريش، والرسول صلى الله عليه وسلم يستجوبهما ليعرف عدد الجيش ومن على رأسه فيتضح أن الجيش قرابة الألف، على رأسه سادة قريش وكبرائها، وارسل الله عز وجل، مطرا من عنده، فنزل بردا وسلاما وتثبيتا على المسلمين، ووابلا ورجزا على الكافرين، وقد كان الشيطان قد أصاب المسلمين أثناء نومهم، فاحتلم منهم الكثير، فنزل المطر فطهرهم بذلك، وعندما نزل المسلمون في مقرهم اقترح سعد بن معاذ بناء مقر لقيادة النبي صلى الله عليه وسلم استعدادا للطوارئ، فبنى المسلمون عريشا للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه في العريش لحراسته أبو بكر الصديق لذلك كان علي بن أبي طالب يقول “أبو بكر أشجع الناس على الإطلاق بعد النبي صلى الله عليه وسلم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى