مقال

الدكروري يكتب عن شهر شعبان وتحويل القبلة ” جزء 6″

الدكروري يكتب عن شهر شعبان وتحويل القبلة ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع شهر شعبان وتحويل القبلة، وعن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب وكان قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه، قال لهم “أي بني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء، وإنه مَن يحلم عن السفيه، يُسرّ بحلمه، ومَن يجبه يندم” وأوصى المنذر بن ماء السماء ابنه النعمان بن المنذر، فقال “آمرك بما أمرني به أبي، وأنهاك عما نهاني عنه آمرك بالشح في عرضك، والانخداع في مالك، وأنهاك عن ملاحاة الرجال وسيما الملوك، وعن ممازحة السفهاء” وقال عمير بن حبيب بن خماشة وكان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه، يوصي بنيه فقال “بني إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، من يحلم عن السفيه يسرّ، ومن يجبه يندم، ومن لا يرض بالقليل مما يأتي به السفيه يرض بالكثير”

 

وعن فضل شهر شعبان فإنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك، أو مشاحن” رواه ابن حبان، ومعناه أن الله تعالى يخصص ليلة النصف من شعبان بهذه الميزة أنه يطلع إلى خلقه، أي يرحمهم فيها برحمة خاصة وإلا فالله مُطلع على خلقه لا تخفى عليه منهم خافية، فيخفر لجميع خلقه إلا من استثنى أي يغفر لبعض المسلمين بعض ذنوبهم ولبعض كل ذنوبهم وأما الكافر فلا يغفر له وكذا المشاحن الذي بينه وبين مسلم ءاخر عداوة وحقد وبغضاء لأمر الدنيا، فليصلح كل منا ما بينه وبين أخيه المسلم وليعفو وليصفح وليخرج ما في قلبه من غلّ قبل تلك الليلة لعل الله يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا، وقال الإمام الشافعي وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستجاب.

 

في خمس ليالي في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان، وقال الشافعي وأخبرنا إبراهيم بن محمد قال رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العيدين فيدعون ويذكرون الله تعالى حتى تذهب ساعة من الليل، وقال الشافعي وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة النحر، وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن تكون فرضا، قال النووي في المجموع شرح المهذب بعد أن ذكر كلام الشافعي واستحب الشافعي والأصحاب الإحياء المذكور مع أن الحديث ضعيف، لما سبق في أول الكتاب أن أحاديث الفضائل يتسامح فيها ويعمل على وفق ضعيفها، وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى عن ليلة النصف من شعبان.

 

والحاصل أن لهذه الليلة فضلا وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة ومن ثم قال الشافعي رضي الله عنه إن الدعاء يستجاب فيها، وقال ابن نجيم من الحنفية في البحر الرائق، ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وقال أبو عبد الله المواق المالكي في التاج والإكليل لمختصر خليل وقد رغب في صيام شعبان وقيل فيه ترفع الأعمال ورغب في صيام يوم نصفه وقيام تلك الليلة، وقال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل ليلة نصف شعبان وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر فلها فضل عظيم وخير جسيم وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمرون لها قبل إتيانها فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها على ما قد علم.

 

من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة، وقال منصور البهوتى الحنبلى في كشاف القناع عن متن الإقناع، وفي استحباب قيامها أي ليلة النصف من شعبان وهو ما في إحياء ليلة العيد هذا معنى كلام عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي في كتابه المسمى اللطائف في الوظائف، قال الحافظ زين الدين ابن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي في لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، وأما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر وقد ورد الأمر بصيامه من شعبان بخصوصه، وذكر ابن رجب أن ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى